اثنان وسبعون عامً مضت على نكبة الأمة في فلسطين، ولا تزال شواهدها ماثلةً أمامنا بتفاصيلها المؤلمة يعيشها الشعب الفلسطيني في الداخل، وفي مناطق اللجوء والشتات، ليسجل التاريخ أبشع عملية احتلال استيطاني إحلالي عرفته البشرية في العصر الحديث، بإقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه وأرضه، واستبداله بالمهاجرين الصهاينة من شتى أنحاء العالم.

تحل ذكرى النكبة هذا العام في ظل مرحلة غاية في الخطورة، يسعى فيها الاحتلال الصهيوني مستعينا بالإدارة الأمريكية المتعجرفة لتصفية القضية الفلسطينية واستهداف البقية الباقية من أرض فلسطين، وتصفية الحقوق الشرعية الثابتة للشعب الفلسطيني.

إن جماعة الإخوان المسلمين تؤكد أن توالي مخططات تصفية القضية الفلسطينية وفي آخرها صفقة القرن سيواجهها الشعب الفلسطيني بكل بسالة وصمود والأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها الشعب الاردني من خلفهم يدعمون صمودهم وجهادهم ونضالهم العاجل، فلا يملك أحد أن يتنازل عن شبر واحد في فلسطين مهما كان الثمن ومهما بلغت التضيحات.

ورغم مرور اثنين وسبعين عامًا على النكبة، أثبت الشعب الفلسطيني، مدعوماً بعمقه العربي والإسلامي أنه يرفض الواقع المر الذي يسعى الاحتلال لفرضه، وأنه صامد لم يستكين، مقدماً ولا يزال عشرات آلاف من الشهداء والجرحى عبر مسيرته النضالية الطويلة المشرفة في مواجهة المشروع الصهيوني الغاصب.

إننا في جماعة الإخوان المسلمين لنؤكد أن النضال والمقاومة بكافة أشكالها هو حق مشروع للشعب الفلسطيني في سعيه لتحرير أرضه ووطنه، كما ندعو الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وقواه لتحشيد الطاقات، ونبذ الخلافات، ورص الصفوف، على قاعدة المقاومة، لمواجهة ما تشهده الأراضي الفلسطينية من مؤامرات وتحديات وأخطارٍ جِسام، لا سيما في ظل تنامي اليمين الصهيوني المتطرف.

إن جماعة الإخوان المسلمين لتؤكد في ذكرى النكبة الثانية والسبعين، على موقفها الثابت الرافض لكافة أشكال التطبيع السياسي والثقافي والفني والرياضي مع الاحتلال الصهيوني، معتبرين ذلك طعنةً في خاصرةِ الشعب الفلسطيني، وانتهاكاً صارخاً لحقوقه الثابتة في أرضه، بل إن تلك الخطوات التطبيعية المدانة والمرفوضة لتعطي مشروعيةً للاحتلال لإرتكاب المزيد من الجرائم، والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، ومقدساته.

إن جماعة الإخوان المسلمين تدعو شعوب الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ومواجهة ما يسمى بـ"صفقة القرن"، التي لا تشكل خطراً وجودياً على الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما تمثل استهدافاً وخطراً على الأمة بمجموعها، وفي مقدمتها الاردن، فالهدف تمكين المشروع الصهيوني في المنطقة، وعليه فإننا نؤكد على رفضنا القاطع لكافة أشكال التوطين والوطن البديل، ونشدد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره التي هجر منها.

إن التاريخ يشهد على أن الشعب الأردني كان وما زال في خندق الدفاع الأول عن فلسطين والقدس الشريف، تاريخٌ مشرف يشهد عليه دماء شهداء جيشنا العربي في اللطرون، وباب الواد.

وهو يستشعر اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، خطورة المخططات "الصهيو-أمريكية" التي تستهدف الأردن وسيادته وأرضه، من خلال "صفقة القرن" المشؤومة، وقرارات ضم الأغوار والمستوطنات، لذا فإننا ندعو الحكومة الاردنية لتكون على قدر المسؤولية في مواجهة المحتل الصهيوني ومخططاته الاستعمارية التوسعية التي تستهدف الأردن وفلسطين على حد سواء.

{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} [البقرة: 190، 191].

المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين

الأردن- عمان

الجمعة 22-رمضان- 1441هـ

الموافق 15-05-2020 مـ