قال وزير الإعلام المصري بحكومة الثورة، صلاح عبد المقصود، إن الانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي كانت "إهدارا لإرادة المصريين التي استردوها في ثورة 25 يناير 2011،  ليقيموا دولة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإجهاض لهذا الحلم وتآمر على المصريين.

وجاءت تصريحات "عبدالمقصود" ضمن مقابلة معه، أدلى بها لموقع وكالة "الأناضول- العربي"، في ذكرى مرور 7 سنوات على أحداث الانقلاب على الرئيس مرسي في 3 يوليو2013، كاشفا أن الانقلاب على الرئيس مرسي أجهض حلمه في إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة، مضيفا أن المنقلب عبد الفتاح السيسي لم ينجح في تحقيق ما وعد به المصريين من نماء.

المنقلب الفاشل
وشدد وزير الإعلام ونقيب الصحفيين الأسبق أن عبدالفتاح السيسي "لم ينجح في تحقيق ما وعد به من دولة جديدة في 30 يونيو 2020 وجاءت الذكرى والمصريون لم يروا إلا الفقر وانحسار التأثير الإقليمي والدولي".
معبّرا عن يقينه من "زوال الانقلاب، وامتلاك الشعب لإرادته وحريته، واسترداده لكرامته". واستطرد قائلا إن الاقتصاد المصري تعرض لتراجع وانهيار كبيرين، والشعب يئن تحت وطأة الغلاء الذي ارتفع بصورة غير مسبوقة، متعجبا من "دعاية سلطات الانقلاب من أنها تتلقى اشادات من منظمات دولية بنجاح إصلاحاتها الاقتصادية التي بدأتها في عهد السيسي".

وشدد "عبد المقصود" أن هناك "مشكلات" تحيط بمصر "أبرزها الآن قضية مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، والأوضاع في ليبيا، والهزائم التي تلاحق حليف السيسي الجنرال الانقلابي خليفة حفتر وتداعيات فيروس كورونا".
وأضاف إلى ذلك الأوضاع الأمنية والإرهاب في سيناء، وأزمة عودة كثير من المصريين العاملين في الخارج، وخصوصاً من دول الخليج بعد إنهاء عقود أعمالهم.

مبادئ الشهيد
وتذكر وزير الإعلام في عهد الرئيس مرسي، مقتطفات من أحلام أول رئيس مدني منتخب فقال: "كان يسعى لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة، يتمتع فيها المصريون بالحرية والكرامة والعدالة والمساواة واستقلال القرار والاكتفاء بالغذاء والدواء والسلاح، ورفض التبيعة لأمريكا ودول النفط".

وعن مآثره أشار إلى أن الرئيس مرسي رفض أن يسكن القصر، وأصر على البقاء في شقته المستأجرة مع عائلته (شرق العاصمة)، وتنازل عن راتبه الشهري والمكآفات.

وأضاف أن الرئيس مرسي كان مسافراً إلى مكة للمشاركة في أعمال القمة الإسلامية، أغسطس 2012، وكانت زوجته السيدة نجلاء محمود ستسافر لأداء العمرة، فلم يسمح بأن تصحبه على طائرة الرئاسة، وحجزت تذكرة سفر على خطوط شركة الطيران الحكومية مصر للطيران من ماله الشخصي".
الإعلام اللاديمقراطي
وعن الإعلام في عهد مرسي، أكد "عبدالمقصود" أنه كان "يتمتع بحرية غير مسبوقة لكنه كان معاديا للديمقراطية"، موضحا أن "الإعلام الخاص كان يسيطر عليه جهات بينها أتباع نظام المخلوع حسني مبارك".
وأكد أن قنوات تلفزيونية خاصة بعهد مرسي تلقت تمويلا من الإمارات والسعودية وأتباع مبارك، تجاوز المليار دولار آنذاك للهجوم عليه وتشويه أعماله وإنجازته.

وعن رؤيته إبان توليه منصب وزير الإعلام بعهد مرسي، قال صلاح عبد المقصود وزير الإعلام السابق: "أردنا أن ننقل الإعلام من إعلام السلطة إلى الدولة، ومن الناطق بلسان الرئيس والحكومة إلى معبر عن الشعب، ويدير العلاقة والحوار والنقاش بين الطرفين".

وألمح إلى محاولة طبع الأجزاء بمناخ الحرية قائلا: "فتحنا وسائل الإعلام أمام كل المصريين بمختلف اتجاهاتهم وأطيافهم؛ ليعبروا عن آرائهم ومواقفهم، ولم نمنع أحداً من التعبير عن رأيه، ولم يحبس صحفي واحد".
اغتيال الرئيس
واتفق وزير الإعلام السابق مع الروايات التي تؤكد قتل الرئيس على يد الانقلابيين وأن "وفاة الرئيس مرسي في مقر محاكمته في 17 يونيو2019" كان مشهدا أخيرا لهزلية طويلة، فقال "مرسي تم قتله بالبطيء، بدءا من سجنه في ظروف صعبة وحرمان أسرته من رؤيته ومحاكمته في قفص زجاجي لا يسمح بخروج الصوت وحرمانه من الأدوية".

وبينما تشدد سلطات الانقلاب في مصر على أن "الوفاة طبيعة جراء أزمة قلبية، وإنها قدمت لمرسي رعاية صحية دون تمييز داخل محبسه"، تنفي أسرته وجماعة الإخوان المنتمي لها تلك الرواية، وتحمل مسؤولية وفاته للسلطات.

وانضم "عبد المقصود" إلى الفريق الأخير فقال إن "هناك منظمات حقوقية ودولية طالبت بالتحقيق في وفاة مرسي". وعلّق "لكن لم يحدث شيء حتى الآن، وأعتقد أنه لن يحقق في شيء الآن، فالأمر مؤجل بقدر الله وعلى يقين أن الشعب سيقتص له".
وعبر في ختام حواره عن تفاؤله وإيمانه "بغد سيكون أفضل بإذن الله للمصريين".