لقي مواطن مصرعه بطلق ناري في مدينة أم درمان التي شهدت موكب احتجاج ضخم ضمن ذكرى 30 يونيو 2019، حيث استشهاد العشرات أمام مقر المجلس العسكري السوداني على يد عسكر المجلس الانتقالي.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مساء الثلاثاء, في بيان ارتقاء روح طاهرة ملتحقة بركب شهداء ثورة ديسمبر المجيدة في موكب 30 يونيو، الداعي إلى استكمال أهداف الثورة بمدينة أمدرمان.

وقالت في بيان لها إن الشهيد تلقى رصاصة استقرت في صدره وأدت إلى وفاته ولم يتم التعرف على بياناته حتى هذه اللحظة. في حين أكدت موافاة اللجنة بتفاصيل الشهيد حال توفرها وتفاصيل الإصابات المحصورة لموكب اليوم في تحديثات لاحقة.
وتظاهر عشرات الآلاف الثلاثاء في مدن وشوارع العاصمة الخرطوم، وولايات أخرى، للمطالبة بتحقيق السلام والعدالة، كأهداف لثورتهم التي اندلعت قبل عام ونصف وأطاحت بالرئيس عمر البشير بعد 30 عاما على حكمه، حسبما أكد شهود عيان وصحافي في وكالة فرانس برس.

وأغلقت قوات الأمن والجيش وسط العاصمة تماما بالأسلاك الشائكة والسيارات المدرعة، ومنعت مرور حتى حملة تصاريح المرور أثناء حظر التجوال. وفرضت السودان حظرا للتجوال يبدأ من الساعة الثالثة عصرا وحتى السادسة صباحا كإجراء احترازي لمحاولة احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد خصوصا مع تسجيل أكثر من تسعة آلاف اصابة بالوباء، بينها أكثر من 570 وفاة. وكما أُغلق الجسر الرابط بين مدينتي الخرطوم وبحري وأخلي من السيارات والمارة.

وفي بُرّي شرق الخرطوم تجمع قرابة 2000 متظاهر في ميدان وسط الأحياء وتحدث إليهم احد منظمي التظاهرة، قائلا "هذا الموكب لتصحيح المسار وليس لإسقاط الحكومة". وهتف الحشد "دم الشهيد ما راح لابسينه (نرتديه) نحن وشاح"، و"حرية، سلام وعدالة"، وكذلك "دم الشهيد دمي .. أم الشهيد أمي". وفي أمدرمان تحركت الحشود من أحياء أمبدة وودنوباوي والثورات باتجاه شارع الأربعين، إضافة لشارع الموردة الموازي حيث تحركت الحشود قاصدة مبنى البرلمان.

وفي الخرطوم، سارت مواكب شكلها الآلاف من السودانيين من أحياء جبرة والديوم وجنوب الخرطوم، باتجاه مجلس الوزراء، فيما سار آخرون باتجاه شارع المطار، قادمين من الأحياء الطرفية وهم يهتفون بحياة الشهداء، مطالبين بالقصاص للضحايا وإكمال هياكل الحكم.


https://twitter.com/TaybaSD/status/1278033739923296257
https://twitter.com/_saalaah/status/1278019917934211075

لحظة هجوم الشرطة السودانية على موكب بحري
https://twitter.com/alwahagmo/status/1278021176879611904

تفاهمات مؤجلة
وكان مقررا الإعلان عن تشكيلة المجلس التشريعي، في 17 نوفمبر الماضي، وفقا للوثيقة الدستورية الخاصة بالمرحلة الانتقالية. وأنهى المجلس العسكري، في 13 أبريل الماضي، تكليف ولاة الولايات، وكلف قادة الفرق والمناطق العسكرية بتسيير المهام، ثم طلب الولاة العسكريون، في أغسطس الماضي، إعفاءهم من مناصبهم واختيار ولاة مدنيين.

لكن تفاهمات تم التوصل إليها بين الحكومة السودانية والقوى المسلحة، في ديسمبر الماضي، أدت إلى تأجيل هذه الخطوة لحين التوصل إلى اتفاق سلام شامل، يضمن مشاركة حاملي السلاح في السلطة.

وبدأت في السودان، في 21 أغسطس 2019، فترة انتقالية تستمر 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وتحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير»، بجانب حكومة انتقالية.