في ذكرى مرور 858 سنة على تحرير القدس الشريف:
أيقونة المبدأ ورمز فروسية الإسلام والمسلمين صلاح الدين الأيوبي الذي رفع شعارين، الأول: (من بناء الداخل وتوحيد الأمة وتحريرها من الاستبداد والفساد إلى الإصلاح وبناء القوة والمنعة وتحرير الأرض والمقدسات).
والثاني (من المعرفة والإبداع والاجتهاد إلى القوة العسكرية والجهاد).

تقديرات البطل صلاح وتخطيطه لكتابة تاريخ حطين انطلق من فكرة الإصلاح الداخلي والتعليم والتربية والتزكية وبعض الروايات تتحدث عن جولاته قبل الفجر على خيم جنوده وهو يتفقدهم من أجل قيام الليل وقراءة القرآن الكريم، لقد طبق البطل الأيوبي رحمه الله هذين الشعارين فكتب اسمه في سجل العظماء، فلن ينتصر قوم والرهق الفكري والعنت النفسي والوهن الاجتماعي والوهم المنحرف في سلوكها وعقائدها.

القائد صلاح الدين جمع بين الإدارة والسياسة والدين والتربية وحسن فهم الواقع... وبعد الانتصار رفع شعار الرحمة والتسامح مع المهزومين فلم يعاملهم بمثل ما فعلوا من قتل وإجرام بشع فأصبح بطل الرحمة والتسامح اقتداء بالقدوة الأعلى حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

تمر ذكرى حدث تاريخي عظيم معركة حطين حيث التقى الجمعان المسلمون والصليبيون ( الفرنجة) يوم السبت 25 ربيع الآخر سنة 583 هجرية الموافق 04/07/1187م في إحدى القرى الواقعة بين الناصرة وطبرية في فلسطين وهزم الفرنجة بقيادةريموند الثالث وانتصر المسلمون بتوفيق من الله وبزعامة الناصر صلاح الدين الأيوبي المفارقة كبيرة في تعداد الجيشين حيث كان عدد جيش المسلمين 25,000 وجيش الفرنجة 63,000 حطين كان الجسر والمعبر لتحرير المقدس وفلسطين كاملة من الصليبيين التي إحتلوها سنة 1099م ولمدة 88 سنة وقتل فيها من الصليبيين 30,000 وأسر مثلهم وأبرزهم ملك بيت المقدس و150 من فرسانه وأيضاً أرناط وغيره من كبار قاد الفرنجة.