أعلن هشام المشيشي، رئيس الحكومة التونسية المكلف من رئيس الجمهورية قيس سعيد، التوجّه نحو تقديم فريق من "الكفاءات المستقلة تماما”، وهو ما عدّه مراقبون رفضا ضمنيا لمقترح أحزاب الأغلبية البرلمانية منهم حركة النهضة التي اقترحت حكومة بكفاءات حزبية وفق نتائج الانتخابات.

وبرر "المشيشي" قراره إقصاء الأحزاب في تركيبة الحكومة المرتقبة، بوجود خلاف كبير بين الفرقاء السياسيين، ما لا يترك المجال لتشكيل حكومة سياسية تحظى باستقرار يسمح لها بالعمل بأريحية.

وكان رئيس مجلس شورى حركة “النهضة” في تونس، عبد الكريم الهاروني، طالب أن يكون تشكيل الحكومة وفق نتائج الانتخابات وقال: إنه "لا يمكن القبول بتشكيل حكومة أقلية، مشددا على ضرورة احترام الحكومة المقبلة لدور الأحزاب ونتائجها الانتخابية".

وفي تصريحات على هامش انعقاد مجلس شورى الحركة بالحمامات شرق تونس مساء السبت، قال "الهاروني" الذي تحظى حركته بـ 54 مقعدا من أصل 217 في البرلمان، إنه “لا يمكن تشكيل حكومة بأحزاب أقلية لم تنجح في خلق أرضية لتضامن حكومي وبرلماني، لأن ذلك يجعلها غير مستقرة ويجعل رئيس الحكومة غير قادر على تنفيذ عدة قرارات"،

وأكد حرص حركته على نجاح المشاورات، والشرط الأساسي لذلك، هو العمل على تكوين حكومة سياسية تحترم دور الأحزاب، قائلا "لابد أن تحترم الحكومة الجديدة إرادة الناخبين والتوازنات في البرلمان..".

ومن جانب آخر، أعلن حساب "بدون ظل" على موقع التغريدات القصيرة "تويتر" ويتابعه الآلاف أن الجهاز الأمني لدولة الإمارات انتهى من خطة لاغتيال الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية ورئيس البرلمان التونسي والمستمر في منصبه وفق تصويت أخير لبرلمان تونس حتى 2024.

وقال "بدون ظل" الذي يعرف نفسه أنه ضابط بالجهاز الأمني في الإمارات على "تويتر"  "جهازنا الامني انتهى من وضع خطة اغتيال ..راشد الغنوشي".

وعلق توانسة معارضون للغنوشي عن غضبهم واحتقانهم من التسريب الذي ساقه "بدون ظل وقالت "ramrouma":  "أنا تونسية وأكره الغنوشي لكن يبقى تونسي ولا نقبل أن تمس سيادة تونس. الله يحرق حكام الإمارات و الإماراتيين".

وفي آخر لقاءاته المجمعة وكانت الأربعاء 5 أغسطس، أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، أن كل دكتاتورية في العالم تخشى من أي صوت حر ولو في آخر الدنيا، ومن ضايقهم ليس راشد الغنوشي بل تونس التي تتمتع بالحرية.

وأعتبر الغنوشي أنّ الكثير من الدول العربية يزعجها الشعب التونسي الحر الذي يختار مسؤوليه ويختار عزلهم أيضاً.

وخلال كلمة ألقاها بحفل المعايدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي نظّمته الحركة، وصف جلسة سحب الثقة منه بأن هناك "معركة بين الحرية والاستبداد".

وأشار إلى أن البعض يعتقد أنّ الإسلامي مكانه السجن أو القبر أو الغربة لا الكرسي حتى وإن كان دون سلطة لأنّ الرمزية هي ما تزعجه.

وقال الشيخ راشد الغنوشي إن "رئيس البرلمان لا يملك السلطة، بل مؤسسة البرلمان هي من تملكها، والنواب هم من يشرفون على الجلسات، ورغم ذلك أزعجهم وجوده هناك لأنّه إسلامي.

وأضاف "من لعبوا معنا خسروا وسيخسرون دائماً، ولذا عيد النهضة هذه السنة كان عيدين؛ لأنّ الحرية انتصرت في تونس على الدكتاتوريين والحاقدين والحانقين والمتربصين بها".

وأكّد أنّ النواب الذين صوّتوا ضدّ لائحة سحب الثقة منه من خارج كتلة النهضة أدركوا أنّ البلاد التي تدير شؤونها حكومة تصريف أعمال في حاجة إلى الاستقرار ولا يمكن في هذا الظرف حل البرلمان.

وأثنى عليهم غيرتهم على تونس جعلتهم يصوتون لصالح الاستقرار رغم اختلافهم في التفكير معنا.

وذكّر بتضحيات النهضة وبحثها دائماً عن التوافق: نحن من أجل الاستقرار تخلينا عن السلطة في عام 2013؛ لأنّ ذلك كان في صالح تونس.