أكدت حشود من مواطني جمهورية مالي انتظامها ضمن حراك بلغ قمة الذروة من ميدان الاستقلال بالعاصمة المالية باماكو.

انطلقت أمس الثلاثاء مظاهرات ضخمة يقودها الشيخ محمود ديكو؛ لإسقاط رئيس الوزراء وإعادة انتخاب البرلمان وإعادة تشكيل المحكمة الدستورية المتهمة بالتزوير.
وقال مراقبون إن الانتفاضة المالية حققت بعض المكاسب في الأيام الماضية لكنها مصرة على بلوغ غايتها. واستجابة لدعوة الشيخ محمود ديكو بالتظاهر خرج الآلاف من مالي بعدما أغلق التجار دكاكينهم ومتاجرهم مبكرا للوصول التظاهرة اليوم ورصد مراقبون إغلاق السوق الثلاثاء بشكل تام.

وكشف المراقبون أن الشيخ والإمام ديكو يريد الإطاحة برئيس فاشل في مالي يجري خلفه كل قادة العالم لإقناعه بالعكس، ومنهم رئيس نيجيريا السابق جودلوك الذي زار أخيرا الشيخ ديكو في صالونه وسيطا لأفارقة الغرب "الايكواس".

بالمقابل، زار اتحاد المثقفين المسيحيين في مالي الشيخ الإمام محمود ديكو وأعلنوا تضامنهم معه، وخرجوا ينفون نيته تطبيق الشريعة في مالي، داعين أنصارهم إلى الخروج في مؤتمراته ودعمه.

وفي محاولة لتهدئة الانتفاضة، التي تحاول فرنسا حرفها عن مسارها الساعي للديمقراطية والاستقلال الثاني الحقيقي عن فرنسا، تضغط الإيكواس على الرئيس أبو بكر كيتا لقبول اقالة الوزير الأول بوبو سيسي حتى لا تتدهور الأمور، ويبدو أن لقاءه هذه المرة مع شيخ الطريقة الحموية بعد الشيخ محمود ديكو اليوم كل ذلك يتجه نحو التهدئة.
إلا أن التفاف فرنسا يرصده ديكو بقوة وقال في أحد مؤتمراته: "فرنسا تقوم بتحرك في الأروقة لحماية رئيس وزراء مستعمرتها السابقة الغارقة في أزمة سياسية منذ أشهر، داعياً باريس لاحترام مالي وعدم التدخل في شؤونها.. على فرنسا أن تحترمنا ولا تتدخل في شؤوننا".
ويقول أنصاره "ستكون نهاية فرنسا على أيدينا إن شاء الله".
ومن أمثلة استمرار الاستعمار الفرنسي لدول غرب افريقيا أن "فرنسا تمتلك رابع أكبر احتياطي عالمي من الذهب يقدر بـ 2436 طنا، رغم عدم وجود منجم واحد فيها، بينما لا تمتلك دولة مالي التي تحت الوصاية الفرنسية أي احتياطي ذهب في بنوكها رغم أنه يوجد بها 860 منجما وتنتج 50 طنا سنويا!".