يرى المتابعون أنه لم يكن لافتا تحريض مارسه "علي جمعة" و"عمرو خالد" و"سعد الهلالي" على المعتصمين في "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" خلال نحو 48 يوما ودفعا للضباط والمجندين إلى استخدام لغة القتل ولا غيره؛ بقدر ما كان لافتا ما أحضرت أنفسهم من الشح عن الاعتذار أو التوبة من التورط بدماء بريئة لمعتصمين عزل كل جريمتهم صلاة الفجر أمام الحرس الجمهوري أو تحمل ظروف معيشية قاسية في اعتصام للدفاع عن حقوق الشعب السياسية.

ونشرت تسريبات في أكتوبر 2013، لعدد من "الدعاة" لتحريض الجنود على قتل المعتصمين، مدعين أن قتلهم واجب ديني ووطني عليهم القيام به، ومن أبرز هؤلاء مفتي الجمهورية السابق، علي جمعة الذي وصف المعتصمين بالخوارج، قائلاً: "طوبى لمن قتلهم". وكرر جمعة دعوته لقتل المتظاهرين المعارضين للانقلاب العسكري، في لقاء تلفزيوني على قناة "سي بي سي".

ويسانده أيضا عمرو خالد الذي حرض على القتل بحجة تنفيذ الأوامر العسكرية واحترام "البيادة" و"السلام العسكري" والبارية والقايش" وكانت نتيجة تحريضه عنفا غير مسبوق في فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة متهما الإخوان بالتضحية بالشباب المخدوع.

سبق إصرار
وأجرت "اليوم السابع” حوارا مع مفتي مصر السابق الشيخ على جمعة، في يونيو 2016، وكان مما جاء فيه قوله "هذه الجماعة الارهابية "الإخوان" دلسوا على الناس، وتم قص كلامي "اضرب في المليان".
وتابع "جمعة": "هؤلاء الخوارج اجتزأوا كلامي"، فأنا قلت: من يرفع عليك السلاح، اضرب في المليان "فقطعوا: من يرفع عليك السلاح، وتركوا: اضرب في المليان".

وتابع جمعة: "وقالوا أيضا أني قلت هذا الكلام قبل فض رابعة وهذا كذب، أنا قلت هذا الكلام بعد فض رابعة بأيام، وقد ألقيت هذه الكلمة أمام قيادات الجيش المصري يوم 18 أغسطس 2013، وتم فض اعتصام رابعة يوم 14 أغسطس".
ولكنه في محض دفاعه عن السيسي قال جمعة "السيسي قاد البلاد ونقلها الى بر الأمان.. وأرى أن مصر تسير في عهده الى نحو العمل الصحيح والأمل الفسيح، وهو الملخص الذي تكلم عنه الامام الماوردي في أركان الدولة".

ومارس "عمرو خالد" نفس التحريض، بتوتر وتشنج، ورأينا وسمعنا "سالم عبد الجليل" وهو يقوم بنفس الأمر، ورأينا وسمعنا الشيخ "عدنان عرعور" وهو يدعم ويؤيد السيسي ومن معه من الانقلابيين، ورأينا وسمعنا خطيب الحرم المكي "السديس" وهو يقوم بنفس التأييد لهؤلاء الخوارج الخارجين على "ولي الأمر" الرئيس الشهيد محمد مرسي.

العوا يرد على المحرضين
وانتقد الدكتور سليم العوا، المفكر الإسلامي والفقيه القانوني، الفتاوى التحريضية التى تم بثها لكل من: الدكتور على جمعة، والداعية عمرو خالد، والداعية سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، بخصوص "قتل الإخوان"، وقال إنها فتاوى "غير صحيحة، وفيها تحريف للكلم عن مواضعه".

وأضاف العوا فى مداخلة هاتفية مع قناة الجزيرة، أن التسجيلات التى بثتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، قد تم تركيبها من قبل الجهة التى قامت بتسجيل اللقاءات لهم، لينشر هذا الفيديو بين رجال الجيش والشرطة "ليصور لهم قتل المسالمين الأبرياء الذين كانوا يعتصمون في رابعة والنهضة وغيرها".

وانتقد العوا تفسير الشيخ على جمعة مفتي الجمهورية السابق لأحداث يوم 30 يونيو على أنها إجماع للشعب والجيش، وأنهم اجتمعوا على قلب رجل واحد، وقال "لقد نسى جمعة أن بعدها حتى يوم 3 كان الجيش والرئاسة والشعب كله مع محمد مرسي، فلماذا يجيز قتل المتظاهرين ضد الانقلاب ولا يجيز معاقبة الخارجين على الشرعية الدستورية التي كان الشعب والجيش والرئاسة في سياق واحد معها".

واستنكر د.العوا وصف سالم عبدالجليل لمعتصمى رابعة العدوية والنهضة بأنهم "خوارج وبغاه يستحقون القتل، وعلى الجنود قتلهم"، قائلًا "الأحاديث التي استند إليها غير صحيحة، مضيفًا أن ما قاله عمرو خالد "تحريف هائل للقرآن".


وتابع العوا: "الاتهامات الموجهة لعدد من قيادات الإخوان المسلمين، هى "اتهامات سياسية" وتم توجيها لهم لأنهم معارضون للانقلاب وكان ينبغي على الدولة الجديدة أن تكون أكثر حكمة، فمثلًا كيف توجه لهم تهمة قتل المتظاهرين فى محيط الاتحادية وعدد من ماتوا 10 منهم واحد مسيحي، والباقي من الإخوان المسلمين؟ فهل يعقل أن الإخوان المسلمين يقتلون الإخوان المسلمين؟".

وفي 14 أغسطس، 2013 قامت قوات الشرطة والجيش بالتحرك لفض اعتصامي المعارضين لعزل الدكتور محمد مرسي عن رئاسة مصر في ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وتم فض اعتصام ميدان النهضة في ساعة مبكرة من الصباح، ولكن قوات الأمن المصرية لم تتمكن من فض اعتصام رابعة العدوية قبل الساعة السادسة تقريباً بتوقيت مصر.
واتهم أنصار الانقلاب وأذرعه الاعلامية مؤيدي الرئيس محمد مرسي" بحرق 21 قسم شرطة و4 كنائس وهي اتهامات لم يقدم عليها دليل لجهات التحقيق، سوى إفادات ضباط الأمن الوطني.