توفى إلى رحمة الله تعالى العالم الكبير الدكتور حسين حامد حسان، 88 عامًا، أستاذ الاقتصاد الإسلامي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو المكتب التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي وعضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث وعضو الجمعية التأسيسية للدستور المصري 2012.

في 2012، يناديه المستشار حسام الغرياني بـ"مولانا" والذي تم تكليفه ليتلو مواد الدستور مادة وراء أخرى، وبلغة عربية فصيحة وسليمة لأخذ آراء أعضاء الجمعية التأسيسية عليها لإقرارها نهائيًّا قبل تقديم مسودة الدستور للرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي.

وكتب العلامة حسين حامد 4 دساتير من قبل وهو ذو خبرة كبيرة.

وولد الدكتور حسان في 25/7/1932م بمحافظة بني سويف ثم تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، الليسانس عام 1959م، ثم دبلوم القانون الخاص ودبلوم الشريعة الإسلامية بين عامي 1961، 1962م.
وتخرج "حسان" أيضا في كلية الشريعة جامعة الأزهر الشهادة العالية عام 1960م، وحصل منها على الشهادة العالية من درجة أستاذ عام 1965م (الدكتوراة).

تخرج في كلية الحقوق جامعة نيويورك- المعهد الدولي للقانون المقارن وحصل منها على دبلوم القانون المقارن عام 1963م، والماجستير في القانون المقارن عام 1965م.
عين محاميًا بإدارة قضايا الحكومة عام 1959م، ثم معيدًا بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، فمدرسًا فأستاذًا مساعدًا فأستاذًا فرئيسًا لقسم الشريعة بها.

وأعير حسان رئيسًا للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن علي السنوسي الكبير بليبيا. ثم أعير مجددا رئيسًا للدراسات العليا الشرعية بمكة المكرمة جامعة الملك عبد العزيز، ومديرًا لمركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بكلية الشريعة بالجامعة، ومستشارًا لمدير الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والتعاون بين الجامعة والجامعات الأخرى، ورئيسًا للجنة الدائمة لترقية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى بمكة المكرمة.

وأعير ثالثا؛ لإنشاء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد عام 1979م، عقب إعلان باكستان تطبيق الشريعة الإسلامية، وعين عضوًا في مجلس أمناء هذه الجامعة، وتولي رئاستها لمدة أربعة عشر عامًا.
وعاون رحمه الله في إنشاء جامعة نور سلطان مبارك الإسلامية بكازاخستان وعين عضوًا بمجلس أمنائها.

وفي مجال العمل الاستشاري عمل حسان مستشارًا قانونيًّا واقتصاديًّا لرئيس جمهورية كازاخستان وعمل مستشارًا اقتصاديًّا لرئيس وزراء جيرجستان، وكلف بعمل خريطة استثمارية للدولة، وكلف بإعداد دراسات جدوى لأهم مشاريع التنمية بها تمهيدًا لعقد مؤتمر استثمار دولي، كما عمل مستشارًا لرئيس جمهورية باكستان الإسلامية لشئون الجامعة الإسلامية العالمية وعمل مستشارًا لأمين عام رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة كما عمل مستشارًا لرئيس مؤتمر العالم الإسلامي بجدة وعمل مستشارًا لهيئة إحياء التراث بالإمارات العربية المتحدة وعين مستشارًا لرئيس جامعة القاهرة.

وفي مجال الاقتصاد والبنوك الإسلامية أسهم في حركة البنوك الإسلامية منذ إنشائها، وقام بتدريب كوادرها، وتولى الإشراف على الرقابة الشرعية بالمصرف الإسلامي الدولي، واختير عضوًا بمجلس إدارته للإشراف على قطاع الاستثمار بالبنك حيث عين خبيرًا للاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية، وعضوًا بالهيئة العليا للفتوى والرقابة الشرعية له.

وعمل رئيسًا لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية ببنك دبي الإسلامي، ورئيسًا لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية ببنك الشارقة الوطني الإسلامي، ومشرفًا على تحول البنك إلى مصرف إسلامي، وعضوًا لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية بالبنك الإسلامي للتنمية، ورئيسًا لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية بمركز إدارة السيولة بالبحرين.

وفي مجال تطبيق الشريعة أسهم حسان في إعداد القانون المدني المصري وفق أحكام الشريعة الإسلامية، وأعد مذكرته التفسيرية كما أسهم في إعداد قوانين تطبيق الشريعة الإسلامية في باكستان، وشارك في تحويل نظامها المصرفي إلى العمل بهذه الشريعة وساهم كذلك في جهود تطبيق الشريعة بالكويت، وراجع مشروع قانون شركات التأمين الإسلامي بها.

وأعد مشروع قانون الأحوال الشخصية بليبيا على الراجح من مذهب الإمام مالك وساهم في إعداد دستور جمهورية كازخستان وفي القوانين المكملة للدستور وساهم في برنامج الخصخصة في كازخستان.

وفي مجال التعليم شارك في المؤتمرات الدولية، والندوات وحلقات البحث في مجال التعليم الإسلامي وكان مقررًا لعدد من هذه المؤتمرات وساهم في إنشاء عدد من الجامعات والكليات في جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى، وشرق آسيا.

وفي مجال الترجمة أشرف على مشروع ترجمة 200 كتاب إسلامي من اللغة العربية والإنجليزية إلى اللغة الروسية، وقام بطبع وتوزيع هذه الكتب داخل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وهو المشروع الذي مولته جمعية اقرأ الخيرية لصاحبها الشيخ صالح كامل عبد الله ومديرها معالي الدكتور محمد عبده يماني، وقامت أكاديمية الدعوة بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، أثناء رئاسته للجامعة، بتأليف وترجمة ما يزيد على 400 كتاب إسلامي إلى ما يزيد على 20 لغة.

له عشرات المؤلفات في مجالات القانون والشريعة والاقتصاد المقارن والتأمين والبنوك والإعلام الإسلامي.