قال معاذ الخوالدة الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن إن موقف الحركة الإسلامية من المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، في المملكة الأردنية جاء بعدما استنفذت الحركة الإسلامية "أقصى جهدها في هذا الإطار عبر الفريق السياسي المختص داخل الحركة الإسلامية، والأطر الشورية المؤسسية المتعددة والهياكل القيادية التنفيذية المختلفة، فكان القرار بالمشاركة محصلة هذه الجهود العملاقة على مدار أسابيع ماضية، وما قصدنا باجتهادنا إلا استمرار التزامنا بالدور الوطني المنوط بنا وفق ما آلت إليه اجتهاداتنا".

وشدد على أن قرار المشاركة أو المقاطعة في هذه المرحلة "يخضع لاعتبارات سياسية معقدة للغاية، ولعلها غير مسبوقة في تاريخ الأردن، تجعل المفاضلة بين القرارين في غاية التعقيد، وتحتاج لميزان دقيق يقدر المصلحة الوطنية العليا ويرجح المصالح على المفاسد وفق تقدير سياسي، مبني على منهجية علمية وغير قائم على العواطف أو ردود الأفعال الآنية".

وتحت عنوان "بين يدي قرار المشاركة في الانتخابات البرلمانية"، أوضح الخوالدة أن "الحركة الإسلامية في الأردن تجاوزت كونها تنظيما إلى أن أصبحت مجتمعاً مترامي الأطراف، ولا شك أن قراراتها ومواقفها لا تخصها فحسب، بل يتعامل معها الجميع على أنها قضية رأي عام، لذا فإنه يسعدنا ولا يضيرنا النقد البناء لمواقف الحركة، وطرح جميع وجهات النظر والأراء حول قرارات الحركة مهما كانت سواء اتفقت أو اختلفت مع مواقفنا السياسية".

محددات حوار ساخن
وأشار إلى أن حوارا ساخنا داخل الحركة خرج بمحددات أولها الترحيب بأي حوار أو نقد أو موقف مخالف لموقف الحركة الإسلامية، ونعتبر ذلك في إطار الاجتهاد السياسي وتقدير المصالح والمفاسد ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، أما لغة الشتم والتخوين والإساءة فهي تعبر عن طبائع أصحابها ونفوسهم، مع علمنا بوجود قلة تخوض معارك بالإنابة لحساب جهات معلومة ومكشوفة.

وفي رسالة للإخوان أبناء الحركة الإسلامية؛ قال: "لقد كان الحوار المفعم بالإنتماء لهذه الدعوة المباركة، والحرص على مصلحتها، والمنطلق من الحرص على المصالح الوطنية العليا، مثالا يحتذى به في الديموقراطية والشورى الحقة، والتي أكرر أنها محل فخر لنا جميعا، يندر أن نراها في هذا الواقع السياسي القائم كما هي في الحركة الإسلامية".

ودعا الشباب إلى الاهتمام بالمحصلة وأن "نترك آراءنا خلف ظهورنا ونبذل كل وسعنا في تحقيق أهداف قرارنا من المشاركة، فلا مجال للتردد وتقديم الرأي الفردي على القرار الجمعي المؤسسي فهذا ما اعتدنا ونشأنا عليه ونسأل الله التوفيق والسداد والرشاد"، لافتا إلى أنه "حسمت النقاشات والحوارات عبر قرار شوري مؤسسي من أعلى مستويات الشورى والقيادة في الحركة الإسلامية".

وختم قائلا: "ساحة العمل الوطني تتسع للجميع وكل يقدم ويجتهد وفق ما يراه صوابا أو أقل ضررا، ومن الطبيعي تباين المواقف والآراء ولكن المهم أن تبقى المواقف بعيدة عن التشنج وكيل الاتهامات".