أشاد إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بالحراك الذي تشهده مصر منذ 20 سبتمبر الجاري، وقال إنه يمثل بداية إيجابية للشعب المصري الذي بدأ يكسر حاجز الخوف ويتخلى عن السلبية التي عانى منها طوال الفترة الماضية.

وفي تصريحات خاصة لموقع الجزيرة نت قال "منير" إن الشعب المصري يبدو وكأنه استيقظ فجأة على الواقع الموجود الآن، وبدأ يشعر بعد 7 سنوات من حكم العسكر.

وشهدت مناطق متفرقة من البلاد مظاهرات انطلقت الأحد الماضي بعد دعوة من الفنان ومقاول الجيش محمد علي، للخروج ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي؛ بسبب جملة من الأزمات الداخلية عانى منها المصريون مؤخرا وعلى رأسها هدم المنازل بدعوى مخالفتها لاشتراطات البناء، فضلا عن أزمة سد النهضة الإثيوبي الذي يهدد حصة مصر من مياه نهر النيل.

وحول إمكانية مشاركة الجماعة -التي تعد الكيان الأكبر في صفوف المعارضة- في المظاهرات التي تكمل يومها الرابع، قال "الإخوان المسلمون لن يتخلفوا عن أي عمل وطني شريف في مصر، والجماعة وأفرادها لن يتقدموا على الشعب المصري ولن يتأخروا عنه، بل يعيشون معه ويعانون مما يعانيه".

وحول زيادة رقعة الغضب وتصاعد الحراك المطالب بإسقاط السيسي، قال "منير" إن هذه إيجابية للشعب، مؤكدا أن "نظام السيسي الآن يكظم غيظه" ومتوقعا أن يتعامل مع هذا الحراك مثلما تعامل الرئيس السابق أنور السادات مع حراك عام ١٩٧٧، بتغيير بعض الوجوه في الحكم من أجل إرضاء الشارع.

وكانت مصر شهدت خروج مظاهرات يومي 18 و19 يناير 1977 في عدة مدن، عقب اتخاذ السادات قرارًا برفع الدعم الحكومي عن بعض السلع الأساسية، مثل الخبز والأرز والسكر والشاي والبنزين، فيما عرفت حينها بـ "انتفاضة الخبز" والتي انتهت بتراجع الرئيس وتغيير بعض المسئولين.

الرقاب تختنق
وعن الغضب الذي يعتمل في نفوس المصريين، قال منير إن السبب في ذلك هو سياسات وإجراءات السيسي التي لا تقوم فحسب على هدم المنازل والمساجد فقط، وإنما تمتد لتدهور الاقتصاد، وصولًا إلى رقبة الناس والتي تكاد تختنق ولم يعد هناك صبر وسكوت نتيجة السياسة الخاطئة للانقلاب العسكري.

وأوضح منير أن الشعب الآن يرفض أن يدفع أموالًا لجيش أو شرطة تقتله، كما أن المصريين بدؤوا يتساءلون: لماذا نصبر على السيسي وهو يستنزف أموال مصر في مشاريع وهمية وغير منتجة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، وهناك من يعيشون في مساكن متهالكة ولا يجدون الماء والطعام والتعليم والصحة.

وأشار إلى أن السيسي ونظامه أوصلا الشعب المصري إلى عدم الشعور بالوطنية عبر تقزيم الوطن، مؤكدا أن المنابر التي يعتمد عليها السيسي ونظامه سواء إعلامية أو سياسية فقد تأثيرها على الشعب ولم يعد لها قدرة على أن تواصل تلميع الرئيس.
----
نقلا عن "الجزيرة"