بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" ( الأنعام - 162).
"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" ( الأحقاف - 13).

 
الأخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى مرحلة جديدة من مراحل جماعة "الإخوان المسلمون"، وهى سنة من سنن الله سبحانه وتعالي فى الخلق، ومع استحضارنا لأماناتنا وعهودنا وشهدائنا وما يقع على إخواننا وأخواتنا والأمة كلها من مظالم، ومع واجباتنا، وفى مقدمتها سلامة القلوب وصحة العمل والتوجه الخالص به إلى الله سبحانه وتعالى، فإني أتوجه إليكم برسالتي هذه، مؤكدا للجميع أن أولوياتنا الدقيقة التي يجب أن نلتزم بها فى هذه المرحلة تأتى كلها تحت عنوان واحد هو "وحدة الصف وإحسان العمل" مع العمل على تعميق مفهوم المؤسسية وتفعيل دور الشوري وتوظيف الكفاءات من كل الأجيال.

الإخوة والأخوات
نعلم يقينا أن رباط الأخوة ووحدة الصف تعد أحد أهم مصادر قوتنا، فلنعمل على توثيقها ومتانتها، وتكليف القوى الأمين بالعمل فى كل مواقعنا، وهو يعلم أنه -بتكليفه- إن أحسن فقد أحسنت الجماعة وله ولها الأجر من الله سبحانه وتعالى، وإن كانت الأخرى التى لا نرجوها لأى أخ منّا، صغرت أمانته أم كبرت، فلا نملك إلا أن نقول: اللهم إنا لا نملك إلا من أجاد وأحسن.

الإخوة والأخوات
إن أمانات الأفراد واللجان والمؤسسات فى كل الساحات وبما يتناسب مع كل مرحلة وكل حدث، هى كما نعلم جميعًا على رأس أولوياتنا قولًا وعملًا. وإن من أهم أمانات الجماعة منذ بزوغ فجرها، أمانة الحديث عن خصوصياتها عبر مصادرها الرسمية المعتمدة. وإننا مع الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى نجد في (دفع الناس بعضهم ببعض) أمرًا ربانيًا متجسدا في قوله سبحانه وتعالى فى سورة النساء: "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا" (83).

الإخوة والأخوات
نعلم جميعًا أن صدق البيع مع الله هو السبيل إلى وحدة الصف، وهو الذى يقودنا إلى ما نرجوه من رضاه سبحانه وتعالى ونصرة الحق، فلتكن آيات الله حاكمة لمسيرتنا، نعيش معها فى قوله تعالى فى سورة الأنفال "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (46) صدق الله العظيم.

نسأل الله سبحانه وتعالى الحفظ والتوفيق والسداد والنصر القريب، وإزاحة الغمة والفرج لإخواننا وأخواتنا فى السجون والمعتقلات وفي المنافي.
وإلي لقاء آخر إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين.

والله أكبر ولله الحمد

أخوكم إبراهيم منير - نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون".
الجمعة 15 صفر 1442هجريا - 2 أكتوبر 2020م