"مواقف بطولية وتضحيات وتحمّل وجَلَد ومقاومة للظلم".. سطور في حياة العالم والمربي والعابد الرباني، الذي زرع حقيقة التربية العملية في النفوس خلال سنوات طويلة، الأستاذ السيد نزيلي.

تعرض لعذابات ومِحن جسام في السجون لأكثر من ثلاثة عشر عاما، بدأها في الحقبة الناصرية، قدم الدعوة على كل شئ عنده، فكان يشهد له بانتظامه وانضباطه في العمل الدعوي، ومع هذا كله لم يهمل واجباته تجاه أسرته وأرحامه و إخوانه.

نشأته

وُلد الداعية الرباني  في 8 مارس عام 1938م بقرية كرداسة  التابعة لمحافظة الجيزة، نشأ وترعرع في بيت أصل ونخوة وشهامة، التحق بالتعليم حتى تخرج في كلية الآداب قسم علم الاجتماع، ثم حصل على دبلوم الدراسات الإسلامية.

وفي يناير عام 1976م سافر إلى المدينة النبوية بالمملكة العربية السعودية ليعمل مديرا للنشاط الطلابي بالجامعة الإسلامية لمدة عشر سنوات، كان له فيها أثر تربوي عظيم على كثير من الجنسيات، خاصة الآسيويين الذين تأثروا به فانتمى كثير منهم للدعوة ونشروا أفكار ومبادئ الإخوان في بلادهم.

كان يحفظ القرآن كاملا وظل يواظب على مراجعته منذ أن خرج من السجن عام 1975م، وكان من المشهود لهم بالكفاءة، كما أنه مُربٍ بالفطرة، ونموذج عملي في التربية بالقدوة.

التحاقه بجماعة الإخوان

التحق بجماعة الإخوان المسلمين عام 1952م على يد الأستاذ إبراهيم عبد الفتاح خليفة المحامي والأستاذ جابر رزق الفولي. ونال عضوية مجلس شورى الإخوان أكثر من خمسة عشر عاما.

كان مرشح جماعة الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشورى عام 1989م عن دائرة الجيزة.. وكان مسئول المكتب الإداري لجماعة الإخوان بمحافظة الجيزة (من عام 2000-وحتى 2010).

محنة 1965 وسجنه

وعلى الرغم من دخول الجماعة في محنة قاسية عام 1954م إلا أنه ظل يعمل دون كلل، حتى أصبح أشهر عريس أنجبته مصر حينما اقتحمت زبانية عبدالناصر من رجال الشرطة العسكرية بلدة كرداسة في أغسطس عام 1965م للقبض على السيد نزيلي بعد أسبوع واحد من زفافه، وحينما لم يجدوه أخذوا زوجته! مما أثار نخوة أهالي القرية الذين ظنوا أنهم لصوص، فهجموا عليهم ضربا ليستخلصوها من أيديهم، مما دفع بعبدالحكيم عامر –وزير الدفاع آنذاك- أن يحرك المدرعات والجنود ليحاصروا القرية، ويقبضوا على الجميع، ويزجّوا بهم في أتون السجن الحربي وعذابه، الذي يتذكر ألمه من ظل يعيش حتى الآن، ظل في السجن حتى عام 1975م حتى تم الإفراج عنه.

ويلات السجن الحربي

اعتقل الداعية المربي مرة أخرى في عام 1993م لعدة أشهر على خلفية احتجاجات الإخوان لما يحدث في البوسنة والهرسك. وفي عام 1995م حُوّل إلى المحاكمة العسكرية ليحكم عليه بثلاث سنوات أشغال شاقة. وأعيد اعتقاله مرة أخرى لعدة أشهر عام 2007م .

وفي يناير 2009م اعتقل لعدة أشهر على خلفية احتجاجات الإخوان ضد ما يحدث في غزة من مجازر يهودية بشعة. ثم أعيد اعتقاله مع مجموعة من قيادي الإخوان بمصر في أواخر عام 2009م.
لقد عانى المربي البطل كثيرا في السجن الحربي شأنه في ذلك شأن إخوانه، عانى من الحبس الانفرادي والحرمان من النوم، ومن الكلاب التي كانت تنهش في الظهر والبطن والأقدام، ومن التجويع الشديد ومن العطش.. حيث كان الطغاة يحبسون في زنازينهم كلابا جوعى وعطشى ثم يلقون للأخ الرغيف والماء فتسبقه إليهما، ليبيت الأخ طاويا كالعادة.

بالإضافة إلى الضرب المبرح بالسياط والكرابيج.. حتى كان لا يستطيع المشي على رجليه، وكانت واضحة فى قدميه حتى بعد مضى أكثر من 40 سنة حتى وفاته.

المربي المتواضع

كان الحج السيد نزيلي لا يرد من يطلبه في محاضرة سواء كانوا إخوان الشُعب أو طلاب الجامعات أو الثانوي أو حتى الأشبال والأخوات، وعلى الرغم من كبر سنه إلا أنه كان (دينامو) انطلق يغرس معاني التربية في نفوس جميع الأجيال.

ومن أقوله:

يا ثوار مصر حافظوا على ثورتكم

الإخوان ظلوا ثابتين بالرغم من اضطهاد عبد الناصر

اغتيال المقاومة إهانة للحكام العرب

نزيلي للشباب: اثبتوا على الحق واعملوا للإسلام.