بدعاوى "الإرهاب وغسيل الأموال، والارتباط بجماعة الإخوان المسلمين وحماس" بحق عدد من المراكز والجمعيات الإسلامية اعتُقل ما يقرب من 30 شخصا بالنمسا بعد حملة مداهمات شنتها السلطات هناك، كشفت جمعية إسلاميةتفاصيل الاعتقال.

وقال رئيس جمعية إسلامية -فضل عدم ذكر اسمه- الحملة شملت عشرات الأشخاص والجمعيات في وقت متزامن فجر  الاثنين الماضي، وكانت بصورة غير معهودة في النمسا، من ناحية الهجوم على المنازل، والتعدي اللفظي على الأشخاص وترويع النساء والأطفال. مضيفا: "من بين المعتقلين أعرف 13 شخصا، وهناك آخرون، وجميعنا نشطاء ندير جمعيات حقوقية، وتهتم بشئون الجالية الإسلامية، منذ قرابة 40 عاما، ووجه المدعي العام اتهامات فورية لنا، دون التطرق حتى لمسألة أننا مشتبه بنا".

وتابع بحسب -عربي 21-: "بعد اعتقالي، خضعت للتحقيق، بشأن الجمعية والنشاطات، ومن جملة ما ورد الحديث عن المظاهرات الشعبية التي كنا ننظمها في النمسا، وشعار رابعة، وسبب رفعه أو التعاطي معه". وأكد أن طبيعة الأسئلة التي طُرحت خلال الاستجوابات، تؤكد أن ما يجري مخطط لأهداف سياسية، تتعلق باليمين المتطرف وبالتحريض الإماراتي، المتواصل على الجمعيات الإسلامية، متهما في الوقت ذاته، جماعات محلية "ممولة من الإمارات، بالمشاركة في عملية التحريض على الجمعيات الإسلامية، وترويج مصطلح الإسلام السياسي".

وأضاف رئيس الجمعية: "خرج أحد المحسوبين على الإمارات، والذين يتلقون دعمها بوضوح على وسائل الإعلام قبل الحملة، من أجل التحريض على الجمعيات، واتهامها بتمويل الإرهاب".

وقال: "ما زلت لا أتخيل أن تحصل مثل هذه المداهمات في النمسا، على غرار ما تقوم به بعض الأنظمة العربية في قمعها للنشطاء السلميين"، مشيرًا إلى أن "الحملة مخطط لها، بالتساوق مع حملة ماكرون، خاصة بعد هجوم فيينا الذي راح ضحيته أبرياء من شخص إرهابي، ورغم إدانة المجتمع المسلم في البلاد للجريمة، إلا أن الاستهداف كان واضحًا ومعدًا مسبقا".

ولفت إلى أن أبرز الأشخاص الذين "قاموا بإسعاف الجرحى، بعد الهجوم الإرهابي، الذي سبق أن تم التحذير منه، كانوا من المسلمين، وهم شابان تركيان وآخر فلسطيني". وأشار إلى أن وزير الداخلية النمساوي، "تلقى تحذيرا من أن منفذ الهجوم، الذي تبناه تنظيم الدولة، كان في طريقه لشراء ذخيرة، لكن بدلا من محاسبة الوزير، انحرفت البوصلة لاتهام المسلمين وجمعياتهم في البلاد".

وعلى الرغم من الهجمة التي وصفها رئيس الجمعية بالشرسة على المسلمين، إلا أنه أشار "لوجود أصوات ترفض ما يجري، ومنهم خبير في الأديان صرح بأن جماعة الإخوان، لم يسبق أن ارتكبت جريمة عدائية في عموم أوروبا".

كانت قوات الأمن النمساوي أقدمت صباح الاثنين، على شن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في 4 مناطق مختلفة في البلاد، طالت أكثر من 60 موقعا زعمت أنها مكاتب ومقار لجماعة الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وألقت القبض على 30 شخصا. وأعلنت النيابة العامة أن تلك الحملة "ليست على ارتباط" بالاعتداء الذي وقع قبل أسبوع في العاصمة فيينا وأسفر عن مقتل 4 أشخاص.

وشددت النيابة النمساوية في بيان لها على أن الحملة "جاءت نتيجة تحقيقات مكثفة وشاملة أجريت منذ أكثر من عام في جرائم العمل ضد مصلحة الدولة، والانتماء لتنظيم إجرامي، وتكوين جمعية إرهابية وتمويل الإرهاب وغسيل الأموال".وشملت المداهمات مناطق شتايرمارك وكارينثيا والنمسا السفلى وفيينا، وقال وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر في بيان على حسابه في تويتر إن المداهمات تهدف إلى "قطع جذور الإسلام السياسي، ونعمل بكل قوتنا ضد هذه المنظمات الإجرامية والمتطرفة واللاإنسانية".