تحت عنوان "جهود الإخوان المسلمين في توحيد الشعوب الإسلامية"، ألقى الدكتور محيي الدين غازي، الأمين العام للجماعة الإسلامية بالهند، كلمته في مؤتمر  "الإخوان المسلمون.. حقائق ومنطلقات".

وقال الدكتور محيي الدين غازي: "إن جماعة الإخوان المسلمين، وأخواتها من الجماعات الإسلامية في بلدان العالم الإسلامي والمراكز الإسلامية القائمة في معظم مدن العالم والشخصيات الإسلامية المتميزة في الفكر والدعوة والتي تشاركها في المنهل والمنهج، هي أجمل ظاهرة إنسانية إسلامية في العصر الحديث، ليس في العالم الإسلامي فحسب بل في العالم كله.

وأضاف: إن مظاهر جمال هذه الظاهرة تبدو في التضحيات التي لا حصر لها ولا نهاية في سبيل الدعوة الإسلامية، وتبدو في النشاطات المستمرة الدائبة من أجل الهدف الأسمى رغم التهديدات والضغوط والقيود والحظر والعقوبات، وتبدو في المواقف الشامخة التي تدل على رسوخ المعاني الإنسانية والإسلامية، وهذه المواقف سواء مع الأصدقاء والأعداء، أو السلم والحرب، وأيضا تبدو في السباق لمواجهة الغزو الفكري والعسكري والسياسي، والثقافي، والدفاع عن الإسلام، وفي التربية والدعوة والجهاد والصحوة الإسلامية والصيحات الإيمانية. وفي رفق مستقر بوجه عنف مستمر.

وأكد أن الحركة الإسلامية أجمل ظاهرة في واقعنا المعاصر، ولولاها لكان العالم  الإسلامي عبارة عن حكام استعبتدهم الأعداء والأهواء، وشعوب استولى عليهم الطغاة والغزاة والسبات العميق.

وأوضح أن الحقيقة الظاهرة هي أن الله عز و جل ألقى في قلوب المسلمين حب الإخوان المسلمين لما قدموا من تضحيات وبذلوا من جهود من أجل الإسلام والمسلمين، وقد ظهرت ملامح الحب والتقدير جليا في تفاعل الأمة أجمعها عندما اغتيل الشهيد حسن البنا، وعندما أُعدم الشهيد سيد قطب، وعندما جاء نبأ استشهاد الرئيس محمد مرسي، وفي كل موقف عظيم من تاريخ الإخوان المسلمين. ورغم محاولات التشويه والشيطنة والإساءة المستمرة إلا أن صورة الإخوان المسلمين في العالم الإسلامي هي أجمل صورة حديثة تحملها الأمة الإسلامية وتعتز بها.

وأشار إلى أن من مظاهر جمال جماعة الإخوان المسلمين وأخواتها التركيز على وحدة الأمة الإسلامية والانطلاق منها، والدعوة إليها في جميع الصُّعُد والمستويات، مضيفا إن جماعة الإخوان المسلمين لم ترض في يوم بأي حرب داخل العالم الإسلامي، وظلت تنادي إلى الصلح والمصالحة وتوحيد الكلمة، ولم تكن فريقا في أي حرب داخلية. كما أن الجماعة سلكت دائما مسلكا يحفظ للأمة الإسلامية دماءها، ولو على حساب مصالح الجماعة.

وتابع: إن جماعة الإخوان المسلمين تنطلق من تصور الوطن الإسلامي الواحد، وهذا المنطلق قد يستغربه من استأثرت به منطلقات العرق، أو اللغة، أو الجغرافيا، مستشهدا بقول الإمام حسن البنا: "فالإسلام والحالة هذه لا يعترف بالحدود الجغرافية ولا يعتبر الفروق الجنسية والدموية، ويعتبر المسلمين جميعا أمة واحدة، ويعتبر الوطن الإسلامي وطنا واحدا مهما تباعدت أقطاره وتناءت حدوده .وكذلك الإخوان المسلمون يقدسون هذه الوحدة ويؤمنون بهذه الجامعة، ويعملون لجمع كلمة المسلمين وإعزاز أخُوّة الإسلام، وينادون بأن وطنهم هو كل شبر أرض فيه مسلم يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

وأكد أن توجه الإخوان المسلمين تُجاه الوحدة الإسلامية وتجاوزِ الفروق كان من عوامل انتشار الجماعة في كل أقطار العالم الإسلامي؛ فإن "الإخوان المسلمين بعد خمس سنوات فقط من ظهور دعوتهم كانوا في 50 دولة يحملون أجندة موحدة على رأس بنودها مشروع الوحدة الإسلامية".

 

ولمشاهدة الكلمة: