كشفت صحيفة "ذا برنت" الهندية أن شرطة ولاية أترا براديش فتحت تحقيقاً في دعوة زعيم هندوسي لمقاطعة المسلمين اجتماعياً واقتصادياً، خلال تجمع في جامعةشودري شاران سينج ، الأحد 10 يناير 2021.

القصة بدأت عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يمكن فيه سماع سوامي أناند سواروب، وهو زعيم هندوسي ورئيس جماعة"شانكارا شاريا باريشاد"، ومقرها مدينة باناراس، وهو يقول: "من يقرأ القرآن يصبح وحشاً، لم يعد بشراً. بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في البقاء على صلة بالهند يجب عليهم التخلي عن القرآن والصلاة، إذا بدأنا في مقاطعة المسلمين اجتماعياً واقتصادياً فسيعتنقون الهندوسية".

أضاف سواروب: "نريد جيشاً من مليون شاب هندوسي، لسنا بحاجة إلى تشكيل ما يُشبِه منظمة التطوع الوطنية -وهي منظمة شبه عسكرية يمينية هندية بقوام 6 ملايين تقريباً- لكننا بحاجة إلى جيش ذاتي ​​الآن. التقطوا سيوفاً أو بنادق أو أياً كان ما لديك، فقد أُعلِنَت الحرب وستستمر حتى يكون لدينا أمة هندوسية".

فيما نشر حساب باسم Md Asif Khan الفيديو على تويتر، يوم الإثنين 11 يناير 2021، وقالت شرطة مدينة ميروت، التابعة لولاية أترا براديش، مساء الثلاثاء، إنَّ وحدتها المختصة بالشئون السيبرانية تتحقق في المسألة وستتخذ الإجراءات اللازمة.

صحيفة "ذا برنت" الإلكترونية تواصلت مع كبير مفتشي الشرطة في مدينة ميروت، أجاي كومار ساهني، عبر الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية، لكنها لم تتلق رداً حتى وقت نشر هذا التقرير.

وفي تغريدة على "تويتر"، صباح الأربعاء 13 يناير ، قال الزعيم الهندوسي سواروب، المقيم في بنجالورو، إنه "لا يخشى الموت والعمل". تضمنت تغريدته لقطة شاشة لتقرير إخباري عن الخطاب المثير للجدل.

تعليقات سابقة

يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يدلي فيها سواروب بتصريحات معادية للإسلام، ويكشف التسلسل الزمني لحسابه على تويتر تعليقات مماثلة، وأيضاً إعادة نشر تغريدات تصف المسلمين وأتباع المعتقدات الأخرى غير الهندوسية بـ"الشياطين".

كما نشر كذلك فيديو لمناقشة حول كتاب بعنوان "Understanding Mohammad- فهم محمد"، حيث يمكن سماعه يقول إنَّ الإسلام يحرض على الشغب. ويتابع بإظهار دعمه لقانون حكومة ولاية أترا براديش المناهض لتغيير الديانة.

وينص الموقع الرسمي لجماعة The Shankaracharya Parishad، التي يرأسها سواروب، على أنها منظمة فرعية تابعة لمنظمة Shankaracharya Trust، "التي تخترق قلب المجتمعات عالمياً، تحقيقاً لمهمة إعادة بناء الهند القديمة".

معاناة المسلمين في الهند

يشكل المسلمون 14% من سكان الهند، يقولون إنهم يتعرضون لهجمات متزايدة على نحو ملموس؛ إذ يشهدون زيادة حادة في وقائع العنف الموجّهة ضد المسلمين، وعلى الصعيد السياسي أيضاً. وبينما تواصل الهند كفاحها للتعامل مع عشرات الآلاف من الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وُجِّهت أصابع الاتهام بنشر المرض إلى المسلمين.

على الجانب الآخر، يقول القوميون الهندوس، إن المسلمين يؤدون دور الضحية من خلال الشكوى بشأن المتحف، ووصف فينود بانسال -وهو زعيم قومي هندوسي- المغول بأنهم غزاة أجانب سيطروا على الهند من أجل نهبها، ومن ثم لا ينبغي الاحتفاء بهم بوصفهم أبطالاً قوميين.

إذ يزعم بانسال قائلاً: "حينما نالت البلاد استقلالها نُكِّس علم المملكة المتحدة، وحُطِّمت تماثيل جورج الخامس والملكة فيكتوريا، ومع ذلك لم يشكُ أحد المسيحيين زاعماً أننا نشنّ هجوماً على المسيحية".