كالعادة، قائد الانقلاب يحمل الشعب مسؤلية فشل العسكر في إدارة الدولة، ويبحث عن شماعة لتعليق فساد العسكر وفشلهم عليها؛ فلجأ إلى شماعة الزيادة السكانية، ليعلق عليها الإخفاق والانهيار الاقتصادى.
وفى وصلات "هرتلة" مكررة وممجوجة، لامعنى لها. قال السيسي إنه يريد رفع مستوى معيشة المواطنين، لكن النمو السكاني يعد تحديا كبيرا.
قائلاً: "باسمع فين التعليم إحنا مسبناش حاجة لا تعليم عام ولا جامعي شغالين في كل حاجة".
"أخبار تحديد النسل إيه؟ أطالبكم وتطالبوني ولا تعملوا اللي أنتم عايزينه وتقولوا خلاص، زي ما بتقولوا أخبار التعليم إيه.. إحنا بنمشي في كل القطاعات منقدرش نسيب قطاع".
"بالمناسبة مش هتستحملوا كده لو ركزنا على قطاع بعينه فقط، طيب هنصرف كل الموارد على التعليم بس مينفعش، لو أنت طالبتني بكل شيء هطالب بشيء واحد بس، النمو السكاني أخباره إيه، ده موضوع لازم نهتم بيه كلنا .
ونحن بدورنا نسأل مع تأكدنا أن الرد سيكون بسؤال مضاد، أخبار القصور والفلل الرئاسية والعاصمة الإدارية الجديدة إيه، وإيه أخبار سيطرة العسكر على اقتصاد البلاد، وإيه أخبار سد النهضة ، وإيه أخبار القروض التى أغرقت البلاد؟
طبعاً سيكون الرد من قبل قائد الانقلاب: 
“أنتو مين؟ أنت دارس الموضوع اللي بتتكلم فيه؟ لو سمحت ادرسوا المواضيع كويس”؟!!
أو ربما يقول هتسألوني عن القصور هسألكم عن الإخوان، هتسألوني عن الفلل الفاخرة هسألكم عن الإخوان، هتسألونى عن حقوق الإنسان هسألكم عن مخالفات البناء ، أنا جبت معدات تكفي لإبادة مخالفات البناء؟
وهذا الذى قاله قائد الانقلاب، من باب الاستخفاف بالعقول، لأن الثروة البشرية هى أعظم الثروات على الإطلاق، والمشكلة ليست في الزيادة السكانية كما يزعم الجنرال الأخرق، ولكن المشكلة تكمن في سرقة مقدرات الشعب،والفساد والفاسدين ، والسفه والإنفاق على بناء القصور والفلل ومنح الامتيازات لمرتزقة النظام، فضلاً عن شراء أسلحة بمليارات الدولارات بدون هدف أو معنى ، ولكن فقط لإسكات الغرب وشراء الاعتراف بنظامه الانقلابى المستبد .
فهل هناك بلاد مثل الصين والهند واليابان وأمريكا،في عدد السكان؟ لكن الإنسان عندهم محور التنمية،
والقضية ليست زيادة سكانية كما يزعم، لأنه قال من قبل: "هيعمل إيه التعليم في وطن ضايع".
وعندما سأله أحد الصحفيين في مؤتمر صحفى في باريس مع ماكرون، عن حالة حقوق الإنسان في مصر: قال له لماذا لا تسألنى عن التعليم، أنا بقولك معندناش تعليم كويس.
فهو فقط يرد السؤال بسؤال للهروب من الإجابة.
وكما قال تعالى عن فرعون عليه لعنة الله :
{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}(سورة الزخرف: 54).
وصدق الحسن البصرى حين قال: "قرأت في تسعين موضعا من القرآن أن الله قدر الأرزاق وضمنها لخلقه، وقرأت في موضع واحد الشيطان يعدكم الفقر… فشككنا في قول الصادق في تسعين موضعا، وصدقنا قول الكاذب في موضع واحد".
وما لايريد أن يعترف به قائد الانقلاب عن السبب الحقيقى للأزمات، هو تسلط العسكرعلى رقاب الشعب، والحكم بالحديد والنار؛ ما أدى إلى هروب الشباب وأصحاب العقول، بحثًا عن الأمان ولقمة العيش في بلاد الغربة.
إفتاء الدم  بدورها تصدق على "هرتلة" قائد الانقلاب، فقد قال مفتى الدم :"لا مانع من اتِّخاذ الدولة ما تراه من وسائل وتدابير لتنظيم عملية النسل وترغيب الناس فيه؛ فإنه ليس منعًا من الإنجاب مطلقًا، فالمحظور هو المنع المطلق، وهذا ليس منه، وإنما هو طلبُ الدولة الحياةَ الكريمة لشعوبها، وحرصٌ منها على الموازنة بين المواردِ وعدد السكان الذين ينتفعون بهذه الموارد، وهؤلاء يُطالِبون الحكومات بتقديم الخِدمات اللازمة لهم في أمور المعيشة المختلفة، والتي تؤثر عليها بالضرورة الزيادةُ في عدد السكان".
وهذا الذى يتحدث عنه مفتى الدم هو تنظيم النسل، ولكن قائد الانقلاب يقصد تحديد ومنع النسل.
وهكذا تبقى شماعة الزيادة السكانية، هى شماعة كل الأنظمة الفاشلة، فقد كانت شماعة نظام المخلوع مبارك طوال ثلاثين سنة.
وكأن قائد الانقلاب يريد أن يعيدنا إلى إعلانات عهد المخلوع "حسانين ومحمدين " وشلبية" " وأبوشنب"" الراجل مش بكلمته.. الراجل برعايته لبيته وأسرته"" .
البيت الرايق ما حدش متضايق"" السند مش في العدد".
وقد أنفق نظام المخلوع مبارك الملايين، على برامج وحملات تحديد النسل، لكن المحصلة كانت صفراً، لأن المشكلة ليست في الزيادة السكانية، أو الانفجار السكانى،كما يزعمون، ولكن  المشكلة في الفساد المالى وإهدار الأموال، وإهدار الثروات، وإهمال التعليم والصحة.
وهكذا الطغاة عندما يفشلون يحمّلون المسئولية للشعب، وكأن الشعب هو الذى يحكم، أو هو من جلب الدمار والخراب.
وهذا ليس بجديد على نظام الانقلاب ، فقد ظهر مقرر المجلس القومي للسكان "عمرو حسن" خلال لقاء تلفزيوني، بتاريج 3/9/2019 على إحدى الفضائيات الانقلابية ، مع مخبر أمن الدولة”أحمد موسى” ليعلن أن جماعة الإخوان، هي السبب في الزيادة السكانية التي تعانيها مصر في السنوات الأخيرة.
زاعماً بأن الجماعة شجعت المصريين على زيادة الإنجاب وعدم تنظيم الأسرة، عن طريق ربط هذا الأمر بالدين خلال فترة حكمهم،كما قامت بنشر ما يفيد أن تنظيم النسل أمر يتعارض مع الشرع، وكلفت أعضاءها الذين يزيد عددهم على مئات الآلاف،إهمال تنظيم الأسرة حتى يزيد عدد أعضاء الإخوان في مصر.
وَكم ذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ:: وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا 
سلام الله يامصر عليك /// وليس عليك يا سيسي من الله سلام