أقدمت فرنسا على ترحيل عامل توصيل جزائري في شركة Deliveroo، بعد اتهامه بالتمييز ضد السامية؛ لرفضه توصيل الطلبات من طعام "الكوشير" إلى العملاء اليهود، وذلك وفق ما أكده وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، الذي صرح بأن عامل التوصيل الذي يقيم بصورة غير قانونية في فرنسا، "طُرد من البلاد" السبت 17 أبريل، بعد إنهاء عقوبته بالسجن لأربعة أشهر.

حسب تقرير لصحيفة" دايلي ميل" البريطانية، الإثنين 19 أبريل 2021، فقد أدانت محكمة ستراسبورج الجنائية عامل التوصيل بشركة" ديليفرو" في يناير؛ لرفضه توصيل طعام أعده أحد مطاعم الكوشر في ستراسبورج، إلى عملاء يهود.

وعدٌ قطعه وزير الداخلية

بحسب وسائل الإعلام، يدعى عامل التوصيل الجزائري ضياء الدين، ويبلغ من العمر 19 عاماً.

تقدم مالك المطعم بشكوى إلى الشرطة، متهماً عامل التوصيل بالتمييز، بعد أن رفض توصيل طعامه، وبعد اعتقاله اكتُشف أنه يقيم في فرنسا بصورة غير قانونية.

وقال وزير الداخلية الفرنسي في تصريحات تعود إلى يوم السبت: "مثلما وعدت، طُرد اليوم من البلاد عامل التوصيل الذي قال إنه لا يريد توصيل طعام إلى عملاء يهود، بعد أن قضى مدة عقوبته بالسجن. لا مكان للكراهية المعادية للسامية في فرنسا".

شكاوى عديدة

في وقت تقديم مالك المطعم الشكوى، في يناير، قالت مؤسسة يهودية إقليمية، وهي "الكونستري الإسرائيلي" في إقليم الراين السفلى، إن مطعم كوشير آخر أبلغ عن أن سائقين في شركة "ديليفرو"لا يوصلون الطلبات إلى عملاء يهود.

وقال الكونستري إن المؤسسة والمطاعم تقدمت بشكوى قضائية تستنكر ما وصفته بـ"تمييز صارخ ضد السامية".

فيما لم يتورط في الدعاوى القضائية إلا عامل توصيل واحد، وهو ضياء الدين.

قال وزير الداخلية الفرنسي آنذاك، إن عامل التوصيل الجزائري سوف يُرحَّل من البلاد بعد قضاء عقوبة السجن.

وكتب دارمانان: "قررت أن أطرد من الأراضي الوطنية عامل توصيل غذاء قال إنه لا يريد توصيل طلبات إلى عملاء يهود".

معاداة السامية

كان مكتب النائب العام في ستراسبورج قد فتح تحقيقاً في "واقعة تمييز على أساس الأصل العرقي في أثناء تقديم إحدى الخدمات"، وذلك بحسب معاون النائب العام.

أخبر المتحدث باسم شركة "ديليفرو"، داميان ستيفان، شبكة "فرانس بلو" الإذاعية، في يناير بأن "الشركة تعتقد أن التصرفات المناهضة للسامية، مثل جميع التصرفات العنصرية أو التمييزية من أي نوع، ليست مقبولة".

وأوضحت صحيفة الـ"دايلي ميل" أن ن شركة "ديليفرو" لديها نحو 14 ألف عامل توصيل في فرنسا، وقد شهدت نمواً في الأعمال بصورة كبيرة خلال جائحة فيروس كورونا.

جذبت القضية اهتماماً حكومياً وطنياً في خضم الجهود الممتدة لمكافحة معاداة السامية والأشكال الأخرى من التمييز.

وقد التقت وزيرة المواطَنة الفرنسية، مارلين شيابا، إدارة "ديليفرو" بفرنسا، في يناير ؛ لمناقشة المسألة.