بقلم: السيد شعيب

لم تقف تركته عند حدود مواقف الثبات والصمود إزاء الظلم والطغيان، ولكنها امتدت إلى تراث فكري مميز، شكل إضافة كبيرة للمكتبة العربية والإسلامية، في التنظير للشريعة الإسلامية، ومواجهة التيارات المعادية للفكر الإسلامي وحضارته.

لكأنما أراد الله سبحانه ألا توافيه المنية حتى يشفي صدره من الأنظمة العربية الغابرة التي عاين سقوطها واحد تلو الآخر، قبل أن يتوفي المستشار الدكتور علي جريشة في صباح الأربعاء 27 أبريل 2011.

وبالنظر لرصيده الجهادي والفكري، كان تصنيف المستشار جريشة مع شيخ الإسلام ابن تيمية وإمام أهل السنة أحمد بن حنبل، ومن قبلهما الإمام سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير رضي الله عنهم أجمعين.

نجم الشرقية

ولد علي محمد جريشة، في إحدى قرى ديرب نجم بالشرقية عام 1935م؛ وقضى فترة طفولته وصباه في الشرقية، إلى أن انتقل إلى القاهرة في الخمسينيات، وكان سنه ثلاث عشرة سنةً ويدرس بالسنة الثانية الثانوية (نظام الـ5 سنوات).

ويوضح رحمه الله أن أسرته رعته بعناية في فترتي الطفولة والشباب، فأهله يغلب عليهم الاشتغال بالعلم ويكثر فيهم العاملون في سلك التدريس، حيث كان أبوه من خريجي كلية دار العلوم جامعة القاهرة، ثم مدرسًا للغة العربية والدين في التعليم العام، كما كان متدينًا ومحبًّا للعربية، وله مؤلفات لم تطبع في السيرة وبخاصة حول زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان على شيء من الموهبة الشعرية إذ ترك عددًا من القصائد الشعرية.

وبدأ علي جريشة دراسته الابتدائية في مسقط رأسه ديرب نجم، ولما انتقل إلى القاهرة كان قد استكمل تعليمه بإحدى مدارس الثانوية الحكومية حتى حصل على شهادتها، ثم التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وتم تعيينه وكيلا للنيابة بالسويس، وعمل قاضيا بمجلس الدولة، لكنه لم يقف عند حدود الإجازة، فتابع سبيله بالدراسات العليا في قسم الشريعة والقانون، ثم مضى في طريق التوسع حتى أحرز شهادة الدكتوراه في التخصص نفسه وكان ذلك عام 1975م بعد مضي ثلاث عشرة سنة على تسجيله لها بسبب قضائه معظم هذه الفترة في غياهب سجون عبد الناصر، فلم يتح له حضور المناقشة إلا بعد مغادرته المعتقل إثر زوال الكابوس الكبير.

معرفته بالإخوان

أدى الانتشار الواسع للإخوان المسلمين لا سيما في فترة الأربعينيات من القرن العشرين إلى سهولة تعرفه عليهم والإعجاب بأفكارهم، واعتناق مبادئهم، والانضواء تحت رايتهم، لاسيما من قبل الشباب المتدين الذي يفيض حماسةً واعتزازًا بالإسلام.

ولقد كان الدكتور علي جريشة واحدًا من هؤلاء الذين تعرفوا إلى الإخوان عن كثب حيث يقول عن أول معرفته بالإخوان: بادئ معرفتي بهم كان عمري ما بين 10 و13، وتأثرت بهم في موقفين بارزين في حياتي.

ويضيف: الموقف الأول: شباب الإخوان الذين كانوا يطوفون القرية فجرًا وكان الجو شتاءً وبردًا قارسًا، ويهتفون: "الصلاة يا مؤمنين الصلاة"، وذلك في وقت وجود الإنجليز، وكانت الشعائر بدأت تُهجر أيضًا؛ حيث كان كشَّافة الإخوان يخرجون بزيٍّ موحَّدٍ ذي رباط أصفر، ويسيرون في طوابير وقائد الطابور أمامه أخ يحمل العلم الأخضر وعليه سيفان ومصحف والشعار ولفظ "وأعدوا"، وكان يمشي بخطوة منتظمة، ويهتف الهتافات الخمسة: الله غايتنا، ويبدأ وينتهي بـ"الله أكبر ولله الحمد".

والثاني: كان عمري 13 سنة وقامت حرب فلسطين، واستطاع الأستاذ حسن البنا وجنود الإخوان أن يلفتوا نظر الناس إلى قضية فلسطين، ولأول مرة يسمعون عن فلسطين في الوقت الذي كانوا فيه يسألون رئيس وزراء مصر عن القضية، فقال: "أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس وزراء فلسطين"، فطبعًا كانت الجولة الأولى إحياءً للقضية في مشاعر الناس في نفوسهم، ونجح فيها البنا إلى حدٍّ كبير.

ويتابع: تلا ذلك إرسال الكتائب إلى أرض فلسطين، وما بدأ يتردد حول بطولات الإخوان في فلسطين، وهو ما أثر فيَّ تأثيرًا كبيرًا، ثم وقع مقتل النقراشي، ثم الأستاذ الشهيد حسن البنا، وبعدها غيَّرنا سكننا إلى القاهرة؛ حيث بدأت معرفتي بالإخوان معرفةً مباشرةً عن طريق المدرسة الثانوية التي كنت أدرس فيها قبل الجامعة.

ويستطرد قائلاً: ثم تابعت جهاد الإخوان في القنال، وأثر فيَّ كثيرًا، ثم قرب نهاية مرحلة الجامعة مرَّت بي محنة 54، وكان لها التأثير البالغ والشديد في نفسي، خاصةً بعد تنفيذ حكم الإعدام فيمن نعده شهيد الإسلام عبد القادر عودة، ونطقت شعرًا في حينها، ثم تخرجت بعدها بعام واحد في كلية الحقوق وعملت وكيل نيابة بالسويس، وكان التأثير الإيجابي أني كنت أتخذ مواقف صارمة مع ضباط الشرطة إذا أخطئوا، وكنت أنال عقابي بقسوة، وكل ذلك كان قبل السجن الحربي، ثم انتقلت للعمل في مجلس الدولة، وبعد العمل به بـ4 سنوات شاء الله أن أكون مع الصالحين؛ حيث جاءت فترة البعثة، وهي اعتقالي لمدة 8 سنوات ما بين 1965 إلى 1973م، وأثرت تأثيرًا كبيرًا في عقلي ونفسي وجسدي؛ حيث حققت فيها ما لم أحققه من قبل، وأسميها بالبعثة الربانية؛ حيث صفت نفسي أكثر وأكثر، وتلقيت الدروس الربانية، وتأثيرها الإيجابي 90% رغم أني كنت في استضافة الظلمة.

رجال في حياتي

وعن الرجال الأكثر تأثيرًا في حياته ذكر المستشار جريشة: والده الذي تلقى عنه أوليات التوجيهات العلمية مربيًا ومدرسًا فوضع في نفسه البذور التي لا يزايل آثاره كيانه، ويلي والده مدرس له في الفترة الابتدائية هو الأستاذ محمد عبد الحليم أحمد الذي يقول عنه: إنه كان أحد زملاء الشهيد حسن البنا، وقد ترك في نفسه أثرًا عميقًا بما كان يتصف به من الفضائل الحميدة التي تجعل منه قدوة حسنة لتلاميذه، ومن أساتذته بالثانوية الأستاذ عبد العزيز خليل المدرس الأول الذي بسبب التزامه وحرصه على التزام الفصحى كان له مع والده أكبر الفضل في تحبيبه في لغة القرآن الكريم.

أما في المرحلة الجامعية فقد أشاد بكل من العلامتين عبد الوهاب خلاف والشيخ محمد أبو زهرة في الجانب الديني من عقله وقلبه، وفي الجانب الفكري والعلمي أشاد بالدكتور عبد الفتاح عبد الباقي والدكتور محسن شفيق والدكتور سيد صبري وغيرهم.

أما العلوم المحبب دراستها لدى الدكتور علي جريشة فأهمها علم أصول الفقه، ويعلل ذلك بأنه علم لا مثيل له بين العلوم الوضعية والغربية إذ يقدم الميزان الدقيق لرجل الفقه ورجل القضاء فيمكنها من إصدار الحكم الصحيح على الأشياء، ويلي ذلك بنظره علم السياسة الشرعية وما يقابلها في الغرب من الفقه الدستوري ويقول: إن أولى مطالعاته في هذا الفن كتاب السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية ثم الأحكام السلطانية للماوردي.

المدرس العالم

اتجه الدكتور علي جريشة بعد مغادرته المعتقل إلى سلك التدريس والبحث العلمي، فبدأ بكلية الشريعة والقانون في الأزهر الشريف، وبعد عام انتقل إلى الرياض ليعمل في جامعتها ومن ثم إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة.

ويقول الأستاذ الأديب محمد المجذوب وهو أحد الذين عايشوه وأفادوا من علمه وتجاربه: إن أبرز الخصائص التي تميز الدكتور علي جريشة الإخلاص الذي يوليه كل عمل يعهد به إليه، فيقبل عليه بكل طاقته حتى يوفيه حقه.

ويضيف: كما أن العلاقة بينه وبين تلامذته علاقة أبوة حيث يستحوذ على احترام الجميع وبخاصة طلابه الذين يحبونه من كل قلوبهم ويحبهم من كل قلبه فهو معهم بمقام الأب الذي لا يضن على أبنائه بالخير، لا مقام الموظف الذي يعدد أيامًا ليقبض راتبه، وإنها للميزة التي تطبع كل ما يكتب من بحوث ومقالات ومؤلفات فتفرض نفسها على شعور القارئ حتى يخيل إليه أنه يقرأ لأعز كتاب عليه، هذا عدا ما يميز نتاجه الفكري من منهجية علمية لعلها أثر من دراساته الحقوقية وممارساته القضائية وخبراته الدعوية والحياتية، مضافًا إليها امتداد في الثقافة يمكنه من الجولان في أي ميدان يمس الفكر والنفس وكل ذلك في صياغة أدبية فريدة.

موهبة شعرية

وحبا الله الدكتور جريشة موهبة نظم الشعر، ولكنه كان مقلاً في قرضه، يقول رحمه الله: شعر والدي أثرَّ فيَّ من ناحيتين: الأولى تكمن في وجود ملكة الشعر فيَّ، والأثر الثاني أني قلَّدته في كتابةِ الشعر، خاصةً في مطلع قيام الانقلاب العسكري في 1952م، وأذكر من الشعر الذي يكاد يكون فطرة:

ما للظلام يسود دون نهار... والأرض ضجَّت من دم الأبرار

وللسماء غدت كالأرض باكيةً... وللمياه غدت في النيل من نار

أو ما رأيت الشعب يهتف كله... الحكم حكم الله لا الأشرار

 كما قال في تنفيذ حكم الإعدام في الشهيد القاضي عبد القادر عودة وصحبه الأخيار عام 1955م:

أو ما رأيت على المشانق زمرة       ملء العيون ونورها إيمانا

يمشون للموت الرهيب أعزة     باعوا النفوس وبايعوا القرآنا

ومنها في خطاب الشهيد سيد قطب:

لهفي عليك إذ المشانق نصبت      ورفعت صوتك عاليًا رنانا

روحي فدى الإسلام إن عز الفدا    ودمي يلاحق عصبة خوانا

ويقول عن شهر الصيام:

إليك فؤادي دائمًا لفتاتي      يا ساحة النساك في الخلوات

بوركت يا ساح الهداية والتقى وسموت إرشادًا وحسن عظات

وقال أيضًا في محنته:

برغم المشانق رغم الطغاة     برغم السجون برغم البغاة

برغم السياط برغم الدماء    برغم العذاب سنحيا الحياة

سيرتفع النور فوق الدجى    وفوق الضلال وفوق الطغاة

ونحيا على الحق حتى الممات    ونرجو بذاك رضاء الإله

 ذكريات السجن الحربي

وتم القبض على الدكتور علي جريشة بادعاء مشاركته في التآمر لقلب نظام الحكم ضمن مجموعة المتهمين بقيادة الشهيد سيد قطب، وبعد زمن مشحون بألوان التعذيب الذي تعجز الأقلام عن استيعابه صدر الحكم عليه بالسجن مع الأشغال الشاقة لمدة اثني عشر عامًا، قضى منها ثمانية أعوام ثم أفرج عنه بقرار العفو الذي شمله مع الكثيرين.

وتصور زوجته ـ رحمها الله ـ بعض هذا الشعور الذي ينتاب الأسر حينما يختطف عوائلهم غدرًا وخسةً: عندما ألقي القبض على زوجي في صيف 1965م الحزين ساورني شعور ممض بالألم، ليس لما أصاب زوجي وأصاب الأسرة وهو أليم وأليم، ولكن فوق ذلك لما أصاب البلاد من انحطاط بلغ فيه الأمر حد اعتداء السلطة التنفيذية على السلطة القضائية!

وتقول: لقد انتهكت حرمة المؤمن وكرامة القاضي وفتش البيت بغير إذن تفتيش وقبض عليه بغير أمر قبض وأودع السجن الحربي ومورست معه عمليات تعذيبية رهيبة كنت أسمع بها كالأساطير، وكان تصوري أنه مهما كانت المبررات فلن ترقى إلى تبرير ذلك التعذيب الوحشي الذي لم يعرف إلا في عهود الهمجية وفي ظل الديكتاتورية الهوجاء، ولقد أحجمت الأسرة عن مجرد السؤال عن المكان الذي أودع فيه لأن السؤال كان يعرض صاحبه لنفس عملية الاختطاف والاختفاء.

أنا أولى بالماء من الأرض.!

لقد كانت بعض كتابات اللمستشار الجليل ـ رحمه الله ـ سجلاً حافلاً بالظلم الذي تعرض الإخوان المسلمون في عهد عبد الناصر، وشاهد عيان على القهر الذي لاقاه الدعاة والمخلصون جراء إيمانهم بدعوتهم وحسن بلائهم. لذا يكثر الدكتور الحديث عما لاقى تحت السياط وفي غياهب السجون والمعتقلات، بما لا يستطيع أن يتحمل القارئ قراءته.

ونأخذ لقطات فقط من هذه الذكريات، حيث يذكر الدكتور جريشة بعضًا من ذلك في كتابه (عندما يحكم الطغاة) فيقول: عذابي ليس قاصرًا على الضرب والسياط، ولا قاصرًا على تلك الجروح التي تنزف من جسمي، ولا قاصرًا على تلك الوحدة القاسية أعيشها بين جدران مظلمة، إن هناك لونًا من العذاب قاسيًا شديدًا، هو العطش الذي أعانيه، نحن في أغسطس الحر شديد.. والزنزانة مغلقة تزيد الحر قسوة.. والجراح تنزف، تزيد قسوة العطش، والماء... لا نكاد نراه..!

واشتد بي العطش حتى أحسست أني أقترب من الموت عطشًا والدماء تنزف مني، وسمعت أصوات رش ماء في السجن.. طرقت الباب بشدة.. أطلب الماء.. رد علي السجان بسباب مقذع.. قلت له: أنا أولى بالماء من الأرض يا كلاب.!

ودعوت الله فاستجاب لي الدعاء.. سمعت صوتًا خافتًا من أسفل الباب. قال لي سأحضر لك ماء.. إنه سجين من العساكر الذين يرتكبون مخالفات داخل الجيش، فيحبسون في السجن الحربي، لكنهم أكثر منا حرية، إذ يؤذن لهم في التنقل بين السجن للنظافة، لكنهم خائفون جدًّا، يبدو أن الأوامر عليهم شديدة ألا يقتربوا منا!!

وفتح الباب، ومعه كوز من الماء، ويداي لا أستطيع رفعهما إلى فمي من شدة التعذيب، فسقاني بيده الماء. ولن أنسى له هذا الجميل.

ثبات حتى الممات

الثبات على المبدأ حتى الممات من شيم الأنبياء والمرسلين والدعاة والعلماء الربانيين مهما تعرضوا من فتن أو لاقوا من محن وزلازل، قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ (214)﴾ (البقرة)، وقال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)﴾ (آل عمران).
ولقد ضرب الدكتور جريشة أروع الأمثلة في الصبر والثبات على الفتن والابتلاءات، فما وهن وما ضعف في سبيل الله، وها هو يقول مخاطبًا زوجته: زوجتي، ألا فليكن ما يكون، فلئن تباعدت الأجساد فلقد تعانقت القلوب، ألا فليكن ما يكون، فإن المحن لا تزيد المؤمنين إلا إيمانًا وتسليمًا، ألا فليكن ما يكون، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

هل عرفت أين يسير زوجك..؟

إنه يسير في طريق إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)﴾ ( آل عمران).

هل أحسست الرضا والسعادة لأن زوجك لم يكن تافهًا كالتافهين، ولم يكن كالبهائم الهائمين.

وهل أحسست بعد ذلك بالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولو كانوا معذبين أو مسجونين.

وهل عرفت أن الإنسان بغير عقيدة حقة يفتديها تافه حقير لا فرق بينه وبين البهائم.

أهم مؤلفاته

وعني الدكتور علي جريشة بدراسة المذاهب الفكرية المعاصرة وواجه التيارات المعادية للإسلام مثل الشيوعية والعلمانية والوجودية والإباحية وغيرها من الأنظمة والاتجاهات الفكرية والسياسية، كما أولى اهتمامه بالحديث عن أدب المحنة، وفترة السجون والاعتقالات، وما تعرض له هو وإخوانه على يد زبانية العهد الناصري البائد.

كما جاء جزء من مؤلفاته للحديث عن خصائص النظام السياسي الإسلامية والدفاع عنه ضد المطاعن والشبهات، ومن هذه الكتب:

- الاتجاهات الفكرية المعاصرة، المشروعية الإسلامية العليا، دين ودولة، دعاة لا جباة، الإخوان المسلمون الدعوة والداعية، إعلان دستوري إسلامي، عوائق في طريق الدعوة، في الزنزانة، عندما يحكم الطغاة، آداب الحوار والمناظرة، نحو نظرية في التربية الإسلامية، الإعلام والدعوة الإسلامية، الإيمان الحق، المبادئ الخمسة، أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي، منهج التفكير الإسلامي، الأساليب التبشيرية في العصر الحديث.

من كلماته الخالدة

- إن الدماء تروي شجرة الدعوة فتمتد جذورها في الأرض وتنتشر فروعها في السماء. وإن السجن والتعذيب لا يقضي على الداعية، بل يمحصه ويشحنه، ويشحذه لمرحلة أخرى يكون فيه أصلب عودًا وأفر يقينًا، وهكذا يطيش سهم الظالمين ويخيب كيدهم ومكرهم.

- لقد أثبتت سياسة القمع والإرهاب إخفاقها في حرب الفكرة الإسلامية بمصر، وأقبل الشباب- على الرغم من غياب الدعاة على الدعوة- في وعي وحماسة، مما اضطر السادة المحركين للعبيد أن يعدلوا من خطة الإرهاب التي اتبعوها في الربع قرن الأخير، وخير لهم أن يبقوا على خيوط العنكبوت يحفظ مصالحهم الاقتصادية، بدلاً من أن يعرضوا مصالحهم ووجودهم كله للخسارة والضياع، فقانون الحياة الطبيعي أن لكل فعل ردًّا مساويًا له في القوة، ومضادًّا له في الاتجاه.