أولا: معني اللجوء إلي الله

المعني لغة: لجأ إلي الله أي لاذ واحتمي بالقوي وهو الله.

شرعا:دعاء العبد ربه عز وجل واستمداده إياه طلبا للعناية والمعونة.

واللجوء إلي الله هو الدعاء والمناجاة ودعوته أي سميته، وأيضا دعوته أي سألته والدعاء إلي الشئ ..الحث علي قصده.."والله يدعو إلي دار السلام" ودعوته أي سألته واستغثت به.

ثانيا: أهمية اللجوء إلي الله.

    إنه وسيلة من وسائل تزكية النفس فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم الصلة بين الدعاء والتزكية فقال صلى الله عليه وسلم:"إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فسلوا الله تعالي أن جدد الإيمان في قلوبكم".  حديث صحيح.

    الشعور بالأنس والطمأنينة (لا خوف ولا حيرة ولاشقاء ولا اضطراب)"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تضمئن القلوب" إذ أن الدعاء ذكر لله.. فكلما ذكرت الله كنت مع الله، وكان الله معك، كنت مع القوي القهار الرحمن الرحيم الرزاق من بيده الأمر، وهو علي كل شئ قدير، فلا تشعر بحاجة إلي شئ؛ فماذا فقد من وجد الله؟ لا شئ. وماذا وجد من فاته الله؟ لاشئ.

    اللجوء إلي الله في ذاته يعني شعور العبد بفقره إلي الله، وبقدرة الله، وبأن الأمور كلها بيد الله، وهذا يعني التسليم لله والإيمان به سبحانه.. شعور الانكسار والتضرع والتذلل له سبحانه وشعوره بفضله وكرمه وإحسانه وأنه علي كل شئ قدير وحياة القلوب بهذه المعاني في ذاته زاد عظيم.

    يقوي روابط الأخوة بين أفراد الصف فما أجمل أن يتبادل الأخوة ما في الدعاء من خير بأن يدعو كل لأخيه بظهر الغيب لقوله صلى الله عليه وسلم "ما من عبد يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك مثله" ومن قول أحد الصالحين:ادع بلسان لم تعصه به قيل كيف ذلك؟ قال: تسأل أخاك أن يدعوا الله لك.. وفي ذلك تقوية لروابط الأخوة والحب في الله.

    اللجوء إلي الله سلاح المؤمن في البلاء.

    اعلم أن الدعاء من أنفع الدواء، وهو عدو البلاء، يدفعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه أو يحفظه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض" .

وقال صلى الله عليه وسلم "لا يرد القدر إلا الدعاء" ..أخرجه الحاكم وغيره ‏[‏رواه الحاكم في ‏ ‏مستدركه‏ ‏‏ من حديث ثوبان رضي الله عنه ، ورواه الترمذي في ‏ ‏سننه‏ ‏ ‏‏6/313‏‏ من حديث سلمان رضي الله عنه.

    اللجوء إلي الله يرقق القلب .. جعل الله من اللجوء إليه عبادة وقربي، وأمر عباده بالتوبة إليه لينالوا عنده المنزلة الرفيعة "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" "وقال ربكم ادعوني استجب لكم".

  وعن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم"أن الدعاء هو العبادة ". رواه "أحمد" في "المسند" (18352)، و"البخاري" في "الأدب المفرد" (714).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : "ليس شئ أكرم علي الله عز وجل من الدعاء" حديث حسن.

وقال صلى الله عليه وسلم إن العبد لا يخطئه من الدعاء إحدي ثلاث: إما ذنب يغفر له ، وإما خير يعجل له وإما خير يدخر له" حديث صحيح.