أكد الأمين العام للأمم االمتحدة أنطونيو جوتيريش أنه "من الضروري للغاية إجراء حوار مع طالبان في اللحظة الراهنة"، مشيرا إلى أن "الأمم المتحدة تتواصل بشكل دائم مع قادة الحركة في كابول".

وجاء ذلك في تصريحات أدلي بها الأمين العام للصحفيين الجمعة، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وأضاف جوتيريش: "نحن منخرطون بشكل دائم مع طالبان ونعتقد أن الحوار مع قادة الحركة أمر ضروري للغاية في اللحظة الراهنة". واستدرك: "هذا لا يعني الاعتراف بالحركة (..) لأن هذا الأمر لا تقوم به الأمانة العامة للأمم المتحدة، وإنما تقوم به الدول الأعضاء والهيئات المعنية".

وأعرب الأمين العام عن أمله أن يمدد مجلس الأمن الدولي ولاية بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، والتي ينتهي تفويضها الأسبوع المقبل.

وقال: "يحدوني الأمل أن يختار مجلس الأمن تمديدا تقنيا لولاية البعثة لفترة قصيرة، مما يتيح رؤية أوضح فيما يتعلق بالوضع، وما ينبغي أن يكون عليه دور الأمم المتحدة في هذا البلد مستقبلا".

وعلى صعيد آخر، أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، فيليبو جراندي، أن سيطرة "طالبان" على أفغانستان لم تتسبب في تدفقات ضخمة للاجئين، "لكن البلاد تحتاج بشكل عاجل إلى مساعدات إنسانية للحيلولة دون انهيار الاقتصاد وحدوث قلاقل كبيرة".

وأضاف جراندي أن "نصف مليون شخص شُردوا في داخل أفغانستان في الشهور الأخيرة"، مشيراً إلى أن "العدد سيزيد إذا انهارت الخدمات الصحية والتعليم والاقتصاد".

وقال جراندي، في مقابلة مع "رويترز" في غازي عنتاب بتركيا التي يزورها: "في الواقع لم نشهد في هذه المرحلة تحركات كبيرة للشعب الأفغاني صوب حدود البلاد... ما نشهده بشكل متواصل هي ظاهرة مثيرة للغاية، وهي النزوح الداخلي".

وحتى قبل أن تشن "طالبان" حملتها الأخيرة للسيطرة على البلاد كان هناك ثلاثة ملايين نازح في دولة تكافح الجفاف وجائحة كوفيد-19 ويتلقى نصف سكانها مساعدات.

وقال جراندي إنه يأمل في زيارة أفغانستان قريباً لإجراء محادثات مع "طالبان" التي أعلنت تشكيل حكومة مؤقتة يوم الثلاثاء.

كما دعا المانحين الغربيين إلى دعم الدول المجاورة لأفغانستان التي تستضيف بالفعل ملايين اللاجئين الأفغان، وحث الدول المضيفة على ألا تستأنف ترحيل المهاجرين الأفغان مع استئناف عمل وسائل النقل إلى أفغانستان.

إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض اليوم الجمعة، جين ساكي، إن الرحلات التي تقل لاجئين من أفغانستان إلى الولايات المتحدة أوقفت بشكل مؤقت بعد رصد أربع حالات إصابة بالحصبة.

كما أعلن البيت الأبيض أنّ 32 مواطناً أمريكياً أو من حاملي الإقامة الدائمة غادروا أفغانستان بمساندة من واشنطن الجمعة.

وقالت إميلي هورن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، إنّ 19 مواطنا أمريكيا كانوا على متن رحلة للخطوط الجوية القطرية الآتية من كابول، فيما غادر مواطنان أمريكيان و11 من المقيمين الدائمين في الولايات المتحدة أفغانستان براً.

وجددت هورن الامتنان لقطر التي سبق أن شكّلت نقطة عبور لنحو 60 ألفاً من الذين تم نقلهم جواً من أفغانستان مع انهيار حكومة أشرف غني وتولي طالبان زمام الأمور.

وقالت هورن في بيان إنّ عملية الإجلاء الحالية "توضح كيف نمنح الأمريكيين خيارات واضحة وآمنة لمغادرة أفغانستان من مواقع مختلفة". وأضافت "سنواصل تقديم خيارات مضمونة للمغادرة".

وكان 21 مواطناً أمريكياً أو من حاملي الإقامات الدائمة في الولايات المتحدة على متن أول رحلة للخطوط الجوية القطرية غادرت كابول.

وفي سياق آخر، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، إن تعامل حركة طالبان مع المسيرات السلمية في أفغانستان أصبح يتسم بالعنف على نحو متزايد مع استخدامها الذخيرة الحية والهراوات والسياط، وهو ما أسفر عن مقتل أربعة محتجين على الأقل.

وتمثل الاحتجاجات والمظاهرات، التي تقودها نساء غالباً، تحدياً لحكومة طالبان الجديدة في وقت تسعى فيه الحركة إلى تعزيز سلطتها بعد استيلائها على العاصمة كابول منذ قرابة شهر.

وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم المكتب في إفادة في جنيف: "شهدنا رد فعل من طالبان كان شديداً للأسف". وأضافت أن الأمم المتحدة سجلت مقتل أربعة محتجين بالرصاص.