أدى مئات المواطنين صلاة فجر اليوم الجمعة في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل رغم تضييق الاحتلال، وبعد ساعات من اقتحامه وتدنيس عشرات المستوطنين له.

ووصل المواطنون من أنحاء الخليل كافة إلى المسجد؛ لأداء الصلاة، والمشاركة في إعماره وسط عمليات التهويد الخطيرة التي يتعرض لها.

وقال الأسير المحرر عيسى الجعبري: إن المستوطنين أزالوا السجاد من القاعة الإسحاقية، حيث أدى المواطنون الصلاة على البلاط الذي فرشت عليه حصائر خفيفة بالية، وفق حرية نيوز.

وأضاف الجعبري: "أنعم الله علينا بأداء صلاة فجر اليوم في مسجد أبينا إبراهيم الخليل ﷺ، بعد أن كان مغلقًا الأيام الماضية وتسرح فيه قطعان المستوطنين بمناسبة عيد الغفران لديهم".

وأوضح أن عائلات الخليل قدمت للمصلين زوار الحرم ضيافة بعد صلاة الفجر.

ونشر المستوطنون عبر مواقعهم مشاهد لأدائهم طقوساً تلمودية داخل القاعة الإسحاقية في المسجد الإبراهيمي بعد إزالة سجاد الصلاة واقتحامه بأحذيتهم.

وتعمد المستوطنون تصوير أرجاء المسجد ومنبره خلال أداء الطقوس وترديد هرطقات تلمودية.

كما شاركت عشرات النساء اليهوديات في تدنيس المسجد الابراهيمي للاحتفال بما يسمى عيد الغفران اليهودي الذي يتخذه الاحتلال ذريعة لإغلاق المسجد والسماح للمستوطنين باقتحامه.

والأربعاء الماضي اقتحم جنود الاحتلال بأحذيتهم المسجد الإبراهيمي، وطردوا المصلين، كما طلبوا من موظفي الأوقاف تسليم المفاتيح لإغلاقه بدعوى الأعياد اليهودية.

كما اعتدت قوّات الاحتلال بالضرب على سائق مديرية الأوقاف مجدي صلاح، ومرقي الحرم رائد مسودة، وأخرجوهم بالقوة.

وسبق أن أصدرت سلطات الاحتلال الأحد الماضي قرارًا بإغلاق أروقة وساحات المسجد أمام المصلين، وشددت من إجراءاتها على مداخل البلدة القديمة في الخليل، بزعم تأمين احتفال المستوطنين بعيد "الأيام العشرة" اليهودي.

وتخطط سلطات الاحتلال للاستيلاء تدريجيا على المسجد الإبراهيمي عبر الإجراءات الداخلية فيه وفي محيطه، والتي تشكل بمجملها مساسا بحرمة مسجد إسلامي مقدس يقيم فيه المسلمون شعائرهم الدينية، ومخالفة للناحية العقائدية ولكل المواثيق والأعراف الدولية والديانات السماوية.

وبدأ الاحتلال مؤخراً بناء مصعد كهربائي للمستوطنين في المسجد الإبراهيمي، الذي سيقتطع 91 مترًا حيزًا للمصعد و300 متر ممراتٍ ومساحةً خارجية له ستعمل على تسهيل اقتحام المستوطنين للمسجد.

وتصاعدت مؤخراً الدعوات لعموم المواطنين بالحشد والصلاة في المسجد الإبراهيمي لحمايته من التهويد.

وانطلقت عدة حملات تحضّ المواطنين على أداء صلاة الفجر والحضور بكثافة في المسجد.