وسّع الطيران الحربي الروسي والتابع لقوات النظام السوري، منذ يوم أمس الجمعة، المناطق المستهدفة في غاراته، لتشمل ريفي حلب واللاذقية شمالي غربي سورية، بعد أن كانت تتركز على مناطق التماس في إدلب.

واستهدفت الغارات الجوية، اليوم السبت، بشكل مكثف مناطق سيطرة المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي، لتطاول محاور جبل الأكراد وتلال كبانة وقرية الكندة التابعة لبلدة جسر الشغور، ما أدى إلى مقتل مدني، وفق ما أكد فريق الدفاع المدني السوري.

ويأتي استهداف ريف اللاذقية بعد غارات وُصفت بـ"العنيفة" طاولت، أمس الجمعة، جبل بركات الاستراتيجي في مدينة دارة عزة غربي محافظة حلب بتسع غارات جوية قرب محيط نقطة تركية.

وبالإضافة إلى ريفي حلب واللاذقية، يواصل النظام السوري وحليفه الروسي التصعيد في إدلب منذ أكثر من شهرين، وسط قصف مدفعي وغارات جوية طاول بعضها مركز مدينة إدلب.

وحول أسباب توسيع نطاق التصعيد والغارات الجوية، خلال اليومين الماضيين، على مناطق جديدة، قال المقدم المنشق عن قوات النظام السوري والمحلل العسكري تيسير درويش، لـ"العربي الجديد"، إن "القصف الروسي الأخير يرتبط بعدة أسباب، أبرزها زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد الأخيرة إلى موسكو، ورغبة روسيا في الضغط على الطرف التركي للعودة إلى تفاهمات أستانة واتفاق مارس الموقع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، لجهة حل هيئة تحرير الشام".

وأضاف أن روسيا تريد عودة تركيا إليها، للتأكيد بأنها الطرف الأقوى في سورية، ولن تمر أي اتفاقات تجريها تركيا مع الجانب الأميركي من دون موافقتها.

وربط درويش بين التصعيد التركي على مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والتصعيد الروسي في شمال غربي سورية، متوقعا أن ترد روسيا على أي عملية تركية مرتقبة في شمال شرق سورية بالسيطرة على مناطق جديدة في إدلب لصالح النظام السوري.

واعتبر المحلل العسكري أن سورية باتت خلال الأشهر والسنوات الأخيرة عبارة عن مكان لتصفية الحسابات بين الأطراف الدولية والإقليمية، حيث يترجم أي توتر ولو كان خارج الملف السوري في العلاقات بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة وحتى إيران بدماء السوريين وعلى أرضهم.

من جانب آخر، لم يستبعد القيادي العسكري السابق في "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة لفصائل المعارضة، أبو يزن الشامي، أن تشهد منطقة ريف اللاذقية عملية عسكرية محدودة للسيطرة على كامل طريق حلب - اللاذقية (ام 4).

وقال الشامي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "تلال كبانة المرتفعة قد تكون هدفا أوليا لقوات النظام خلال الأيام المقبلة، في محاولة لفتح الطريق الدولي والسيطرة على مدينة جسر الشغور وصولا إلى مدينة أريحا جنوبي إدلب، محذرا في الوقت ذاته من أن هذا الأمر قد يكون وفقا لتفاهمات تركية روسية مقابل عملية عسكرية تركية محدودة ضد "قسد" في شمال شرق سورية.

ويوم أمس الجمعة، ذكر مسئولان تركيان أن أردوغان سيزور روسيا في وقت لاحق هذا الشهر، لإجراء محادثات مع بوتين بشأن الأوضاع في شمال غربي سورية.