يحرص أحد رجال الأعمال المستفيدين من فساد حكم المخلوع مبارك على رعاية مشاهد العري والتفسخ في مجتمعنا المصري ليقدم للعالم صورة مغايرة عن صورة المرأة المصرية المكافحة من خلال مهرجان للتعري واللحم الرخيص !.

ولا يكتفي هذا المأفون بنشر الانحلال الخلقي بين المصريين، بل يهاجم منتقديه، ويصفهم بأنهم يعيشون فى القرون الوسطى قائلاً : "الناس دي بتصعب عليا ، دي ناس عايشة في القرون  الوسطى ومش عايزة تشوف جمال ولا تقدم ، بالعكس أنا غياظ  وبشوف كل ما احنا بنتقدم  وبنوري للعالم إبداعنا وثقافتنا وحريتنا بيفضلوا يتململوا في مكانهم وإن شاء الله يموتوا بغيظهم " .

والحقيقة فإن حياة القرون الوسطى أفضل وأكرم من "القرون" التى تظهر على رءوس بعض البشر بزعمهم أنهم يعيشون حياة التقدم والحضارة !! .

 فحياة القرون الوسطى أفضل من حياة الدياثة والتعري والانحلال الخلقي، كما يريد لنا رجل الأعمال الفاسد، ومن على شاكلته من الذين يحبون إشاعة الفاحشة في المجتمع بمزاعم وشعارات زائفة !! .

وكما قال المولى عز وجل فيهم : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النور (19) .

ولله در القائل :

أنا الرجعي والإسلام دربي  * تقدم أنت نحو الجاهلية .

للأسف .. فإن مصر تعيش اليوم أسوأ فترات حياتها فى ظل سيطرة العسكر على السلطة، ونشر الفساد ورعاية المفسدين، وفى ظل حالة التدهور الاقتصادي والتدني الأخلاقي غير المسبوق، وارتفاع معدلات الفقر بشكل غير مسبوق، وانتشار البطالة بين الشباب؛ مما يدفعهم إلى ركوب البحر إلى المجهول ليموتوا غرقًا فى البحار والمحيطات .

فضلاً عن انتهاكات حقوق الإنسان، وتكميم الأفواه، وكسر الأقلام، وإغلاق المواقع على منصات التواصل الاجتماعي؛ بزعم أنها تنشر أخبارًا كاذبة، ومنع النشر والتصوير في المؤسسات المختلفة لطمس صوت الحقيقة .

ومتى كانت مصر مهرجانات لعرض اللحم الرخيص والتنافس فى عرض المفاتن والفساتين الشفافة والسقوط الأخلاقي ؟؟ .

هذا ما يريده لنا رجل الأعمال .. ولكن مصر ليست هكذا .

مصر اليوم  تعاني من مشاكل فى أمسِّ الحاجة للبحث عن حلولٍ لها، وعلى سبيل المثال لا الحصر :

* مشكلة نقص مياه النيل بسبب السد الإثيوبي الذى سيؤدى إلى عطش المصريين وتبوير الأرض الزراعية .

* كارثة الديون ، فقد أعلن البنك المركزي المصري ارتفاع الدين الخارجي للبلاد إلى 137.8 مليار دولار بنهاية العام المالي الماضي ، وحسب بيانات صادرة عن البنك المركزي نشرها موقع "مصراوي" قبل يومين فإن حجم الدين الخارجي لمصر ارتفع 14.4 مليار دولار بالمقارنة مع العام الذى سبقه .

* هناك انهيار في منظومة التعليم في ظل نظام الانقلاب؛ ما أدى إلى خروج مصر من التصنيف العالمي لجودة التعليم "هيعمل إيه التعليم فى وطن  ضايع؟ " .

* هناك تدهور خطير في المنظومة الصحية والذي كشفت عنه أزمة كورونا، وغياب الاهتمام بهذه المنظومة سواء الكادر الطبي أو توفير الخدمات اللازمة واستبدال الأجهزة المعطلة بالمستشفيات، وغير ذلك الكثير من الكوارث ! .

والسؤال لرجل الأعمال الفاسد: هل التطور والتقدم  يكون بالتعري و الفساتين الخليعة؟!!

 أم يكون بالنهوض بمنظومتَي الصحة والتعليم وإنشاء مشروعات قومية ريادية تستوعب آلاف الشباب وإنشاء مراكز بحثية في التخصصات المختلفة وإيجاد آليات حقيقية لمحاربة الفقر والفساد ؟؟؟ .

أما السؤال الآخر فللأزهر وشيخه : أين دور الأزهر وشيخه أحمد الطيب  في حماية الأخلاق والآداب الإسلامية وصيانة المجتمع ؟

وأين دار الإفتاء ؟

وأين أدعياء السلفية وأصحاب الولاء والبراء؟ وأين حزب النور ؟!! .

يا سادة: شتّان بين استعراض المفاتن والملابس الخليعة وبين الفن الهادف الذى يؤدي رسالة تفيد المجتمع .

وللأسف، فهناك بعض المنتفعين فى الإعلام المخابراتي يعتبرون أن مهرجان اللحم الرخيص من الإنجازات لتي تدعم تنشيط السياحة وتجذب السائحين!!

 تبا لإنجازات تقوم على العري والخلاعة والفساد الأخلاقي . 

فهؤلاء قال الله تعالى فى شأنهم : وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)

وللرد على رجل الأعمال الفاسد من خلال كلام أهل دينه وملّته .. ننقل له  ما قاله الأنبا "بيشوي"، سكرتير المجمع المقدس وهو يقدم النصح  والإرشاد لآلاف الفتيات المسيحيات اللاتي كن فى زيارة لدير الأنبا بيشوي لتأبين البابا شنودة حيث قال : "أعرف أن الموضوع الذي أنتوي أن أتحدث فيه لن يلاقي قبولاً في الأوساط المسيحية، لكن من الضروري أن يتسم زي بناتنا بالحشمة شأن الفتيات المسلمات".

وأضاف  : "إن العذراء مريم والقديسة دميانة وكل الراهبات يرتدين الملابس المحتشمة، ولا أرى سببًا منطقيًا لعدم حشمة الفتيات المسيحيات، وقد طالبت الفتيات المسيحيات أكثر من مرة بأن يتعلمن من المسلمات المحجبات حشمتهن".

لكن بالطبع فإن هذا الكلام لن يعجب رجال الأعمال الفاسد ولا من هو على شاكلته الذين أعلنوا الحرب على الحجاب وكل قيم الطهارة .

ولكن بإذن الله تعالى في النهاية سينتصر الدين والأخلاق الفاضلة والطهارة، وسيزول العهر والتعري والفساد .

(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)