د. عز الدين الكومي

قال وزير ري الانقلاب خلال مقابلة تلفزيونية : "إن مصر ستتعرض إلى موجات جفاف قاسية وتصحر نتيجة تغيُّرات المناخ ، والدولة تحتاج إلى 100 مليار دولار لتنفيذ الخطة القومية" .
وذكر أيضا: "إن دراسة علمية حديثة _ شارك فيها _ تحذر من مخاطر انهيار سد النهضة على دولتي المصبّ مصر والسودان، بعدما رصدت وجود هبوط في موقع المشروع ! . وأن الخبير الفرنسي الذي شارك في اللجنة الدولية قال للإثيوبيين: " لو أنه سيتم بناء عمارة سكنية في باريس.. فسيتم عمل دراسات أكثر مما تم إعدادها لسد النهضة !! "
 وقد أكد الدكتور فاروق الباز :" أن ما يتم ترديده بشأن احتمالات انهيار سد النهضة الإثيوبي بسبب بنائه على أرض غير صلبة ، وكونه غير مستوفٍ للاشتراطات الجيولوجية .. كلام غير حقيقي ، وأن بناء سد النهضة مدروس دراسة حقيقية ، وتم مراعاة كل هذه الأمور عند البناء ، مؤكدًا أن إثيوبيا تعلم وتعي ماذا تفعل" . 
لكن فى"شبه الدولة" ترى الجنرالات المتقاعدين يخرجون على فضائيات المخابرات ويتحدثون عن انهيار سد النهضة كما لو كانوا يتحدثون عن انهيار "سقالة" موضوعة على إحدى الترع ليعبر الناس عليها !! . 
ولم ينس وزير ري الانقلاب أن يُحمّل المسؤلية للشعب كما هى عادة الفاشلين من وزراء العسكر ومن يدور فى فلكهم من المرتزقة الذين يبحثون دائماً عن شماعة يعلقون عليها فشلهم  فقد قال (فُضّ فوه) : "استمرار الزيادة السكانية بهذا المعدل حتى 2030 يقلل نصيب الفرد من المياه للنصف، الناس لازم تخاف لأن لدينا زيادة سكانية 2.5 مليون سنويًا ، وآخر 10 سنين زاد عدد سكان مصر 25 مليون" .
ولكن الجديد فى كلام وزير ري الانقلاب هو الكشف عن سبوبة تحلية مياه البحرين الأحمر والمتوسط، وأن كل المدن الجديدة والمنتجعات السياحية على البحرين الأحمر والمتوسط سوف تستخدم مياه التحلية، ولا يوجد مصدر مياه لتلك القرى على البحرين الأحمر والمتوسط إلا مياه البحر التي سيتم تحليتها . 
وليبرر جرائم النظام الانقلابي قال وزير ري الانقلاب: "إعادة تدوير المياه ليس بدعة، أنا شربت مياه صرف صحي معالجة في سنغافورة"! .
ومن المعلوم أن تدوير مياه الصرف الصحي تستخدم لأغراض زراعية وصناعية، ولا تصلح  للاستخدام الآدمي .. الكذب حرام يا عبيد الانقلاب!!
والسؤال لوزير الري هذا : إذا كنت قبلت وشربت مياه صرف صحي معالجة أو غير معالجة .. فهذا شأنك ، لكن ما ذنب الشعب المصري ليدفع ثمن السياسات الخرقاء لنظامك العسكري الذي فرّط فى حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل بمقتضى اتفاقية إعلان مبادئ وثيقة سد النهضة التي وقعها رئيسك السيسي في الخرطوم؟ والتي لايعلم الشعب عنها شيئا ولا حتى برلمانكم المزور ؟!! . 
وبدلًا من أن يقول الوزير الفاشل الحقيقة التي يعلم الجميع من هو الشخص المسئول عن الكارثة التي نحن بصددها اليوم  بسبب التوقيع على اتفاق إعلان مبادى وثيقة سد النهضة .. راح يتحدث عن أخطاء  فنية في السد، وأنه سينهار !!.  
إن الحقيقة واضحة .. اتفاقية بهذه الخطورة ومرتبطة بالأمن القومي للبلاد لا تعرض على الشعب ولا على برلمانه ؟!!. 
وعندما سأله "المخبر الإعلامي" : هل في دول عربية شاركت فى بناء السد؟ أجاب وزير ري الانقلاب مقهقها : إسألوهم هما !! . 
وعندما سأله : بعد أن حدث المَلء الأول والثاني .. ماذا ستفعل مصر إذا حدث الملأ الثالث؟
قال الوزير : أنا معنديش حاجة أقولها !!
"إنتي بتشتغلي إيه؟" 
وعند سؤاله : هل قبل 2013/6/30 كان في سد النهضة - في إشارة رخيصة من المخبر الإعلامي إلى أن الإخوان والرئيس مرسي رحمه الله هم من وافقوا على بناء سد النهضة - 
قال الوزير : "لا مش فاكر الصراحة".
لا،  أنت فاكر أيها المخادع الكذاب  قبل 30/6/2013 أي قبل الانقلاب العسكري الدموي الغاشم كان لمصر رئيس يحمي نيلها وشعبها وأرضها وأمنها القومي، وقال رحمه الله بملء فيه وأسمع العالم كله : "إن النيل هبة الله لمصر ، وذلك فيه خير ضمان لكي ننظر لمستقبل أفضل لمصر ، وعلينا الحفاظ على مياه النيل ، إن نقصت مياه النيل قطرة فدماؤنا هي البديل ، وسنكمل مشوار الثورة، الثورة المصرية .. دليل قوة وعزيمة وتضحية الشعب، وهي انطلقت بمساعدة أبناء وادي النيل، ولن نعود إلى الوراء، وسنمضي إلى الأمام بإذن الله ".
فثورة يناير لم تكن أبدًا سببًا للبلاء، كما يريد إعلام الانقلاب أن يصورها لنا !! ، بل كانت أملاً للشعب المصري، بل للشعوب العربية والإسلامية كافة ، ولكن للأسف الشديد حدث ما حدث . 
وبعد الانقلاب العسكري المشئوم أصبح آخر ما يتمناه هذا الوزير الفاشل والجنرلات المتقاعدون هو انهيار السد !!
فقد قال أحد هؤلاء الجنرلات: "إذا كانت إثيوبيا تحلم بأننا نروح نضرب لهم سد النهضة لا .. إحنا حنسيبلهم السد لحد ما يجيه زلزال ، أو السد ينهار وتغرق مصر و السودان وبعدين نطالبهم بحقوقنا إلى يوم القيامة" !!!! . 
ومن الطريف أن تتزامن تصريحات وزير ري الانقلاب مع صدور حكم القضاء الإداري بإلغاء قرار وزارة الرياضة بايقاف مجلس مرتضى منصور ، والذي سيقوم إعلام الانقلاب كعادته باستغلاله في التغطية على كارثة أزمة المياه من خلال الهرتلة على فضائيات المخابرات !! 
ولك الله يا مصر .