دعت "جبهة الخلاص الوطني" المعارضة في تونس، إلى المشاركة في مسيرة اليوم السبت، انطلاقاً من ساحة " الباساج" إلى شارع الثورة في العاصمة، دفاعاً عن الديمقراطية وضد الحكم الفردي، فيما نددت بالاعتداء على المتظاهرين أمس.

ودعت الجبهة التي تضم أحزاباً ومبادرات متعددة، من بينها "حركة النهضة"، و"قلب تونس"، و"ائتلاف الكرامة"، و"مواطنون ضد الانقلاب"، إلى التظاهر اليوم "من أجلِ الدفاع عن قيَم الجمهوريّة ومن أجل الديموقراطيّة، وضد دولةِ الاستبداد والحُكم الفردي".

وقالت الجبهة في دعوتها أمس الجمعة، إن "ما لا يُستردّ بالنّضال يستردُّ بمزيدٍ من النّضال". وبخصوص الاعتداء على متظاهرين ضد الدستور الجمعة، قالت في بيان، إن قمع السلطات تجمعاً سلمياً للتعبير عن مقاطعة الاستفتاء، من شأنه أن يعيد البلاد إلى الاستبداد ونظام الحكم الفردي المطلق.

ونددت الجبهة بالاعتداء السافر على حرية التعبير وعلى حق التظاهر السلمي، معبرة عن تضامنها مع المتظاهرين السلميين، فيما قالت إن "ما حدث من قمع متكرر من قبل سلطة الانقلاب للمحتجين، دشّنته يوم 14 يناير الماضي، وكان من ضحاياه الشهيد رضا بوزيان".

وأضافت أن هذا القمع يأتي في سياق الإرادة الجامحة للرئيس قيس سعيّد في إضفاء تزكية زائفة على دستوره من خلال استفتاء فاقد للمصداقية، وهو ما سيفتح صفحة سوداء من قمع الحريات وانتهاك الحقوق الأساسية.

وجدّدت الجبهة دعوتها "لكل القوى الوطنية لتكثيف التكاتف من أجل عودة الشرعية الدستورية وانتصار الحرية واستئناف المسار الديمقراطي في تونس".

وشهدت العاصمة التونسية مساء أمس اعتداءات بالعنف واعتقالات في صفوف عدد من المتظاهرين والصحافيين وسياسيين، من بينهم النائبة سامية عبو، والأمين العام لـ"حزب العمال"، حمة الهمامي، ونقيب الصحافيين مهدي الجلاصي، الذي نُقل إلى المستشفى بسبب الاختناق بالغاز.

وقال الجلاصي عبر صفحته على "فيسبوك" ليلة أمس: "أنا بخير الآن، عدت إلى المنزل بعد تلقي الإسعافات الأولية لدى الحماية المدنية (...) فقط أفكر في الصديقات والأصدقاء والرفاق الذين تعرضوا للاعتداء الهمجي العنيف والرش بالغاز والإيقاف، أفكر في الصحافية يسرى الشيخاوي التي صفعها البوليس، رغم أنها كانت تقوم بواجبها المهني".

وحمّل الجلاصي رئيس الجمهورية ووزير الداخلية مباشرةً مسئولية الاعتداءات على المتظاهرين والصحفيين.

وأضاف: "لن يرهبنا القمع ولن تثنينا هذه الممارسات الفاشية عن خوض معركة الحريات والعدالة وإنهاء الإفلات من العقاب (...) سنتتبع المعتدين وسنفضح ممارساتهم. قضايانا عادلة ولا تسقط بالتقادم".

وكان الأمين العام لـ"حزب العمال"، حمة الهمامي، قد قال في تصريح سابق إن القوى الأمنية واجهت المسيرة بالغاز المسيل للدموع والكثير من العنف والسب والشتم، مؤكداً أن ذلك لن يزيدهم سوى مزيد الصمود و مواصلة المقاومة.

وأكد أن هذا "يثبت أنهم في الطريق الصحيح، وأن النظام الحالي نظام بوليسي"، متعهداً بإسقاط "النظام الديكتاتوري".