يمثل رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، صباح الأربعاء، للتحقيق أمام فرقة أمنية، عقب اتهامات بـ"التحريض على الأمنيين"، وفقا لوسائل إعلام محلية.

ومن المنتظر، أن يقع استماع الغنوشي من قبل فرقة أمنية بثكنة الحرس الوطني بالعوينة في العاصمة تونس.

ومن جهتها، اعتبرت حركة النهضة أن مثول رئيسها اليوم أمام التحقيق، "حلقة جديدة من حلقات استهداف الرموز السياسيين المعارضين للانقلاب وترهيبهم".

وتابعت الحركة في بيان لها أن التحقيق مع الغنوشي هو "محاولة سخيفة لفبركة ملف على أساس اصطياد فاسد لكلمة التأبين لراشد الغنوشي، وأن الكلمة تضمنت بوضوح لا يقبل أي تأويل، إلا لمن تسوّل له نفسه السوء، مناقب الفقيد وشجاعته في مواجهة الظلم والطغيان، ولم تتعرض بتاتا لذكر الأمنيين لا تصريحا ولا تلميحا" .

وقالت الحركة إن راشد الغنوشي "رمز من رموز الفكر الوسطي المعتدل قضى حياته في الدفاع عن الحريات والديمقراطية ومحاربة الاستبداد والتطرف الفكري أيا ما كانت المرجعية التي يتدثر بها".

وفي مارس الماضي، أحيل رئيس حركة النهضة على التحقيق، بعد شكوى تقدمت بها جهة أمنية إثر تصريحات اعتبرت "تحريضا على الأمنيين".

وفي فبراير الماضي، ظهر الغنوشي، في مقطع فيديو وهو بصدد تأبين عضو مجلس شورى في حركة النهضة، فرحات لعبار، في محافظة تطاوين جنوب البلاد.

وقال رئيس حركة النهضة، خلال التأبين: "العبار كان له من الشجاعة الكثير، وكان لا يخشى الفقر والحاكم والطاغوت.. لم يخش إلا الله".

وعقب ذلك، تقدمت الأمانة العامة لقوات الأمن التونسي، بشكوى رسمية للقضاء ضد الغنوشي، بعدما قالت إنه "نعت منه لعناصر الأمن بالطواغيت".

وقال الأمين العام للأمانة العامة لقوات الأمن الداخلي، وهي نقابة أمنية، معز الدبابي، إن الشكوى ضد الغنوشي تمّت إحالتها إلى القضاء يوم 25 فبراير الماضي.

واعتبر الدبابي أن "وصف الغنوشي للأمنيين بالطواغيت، هي دعوة للجماعات الإرهابية لتصفية عناصر الأمن واستهدافهم"، على حد قوله.

في حين لم يأت في تصريح الغنوشي المتداول بالفيديو تحريض على قوات الأمن، وإنما قال عن العبار إنه "لم يخش حاكما ولا طاغوتا".

وفي 19 يوليو، مثل الغنوشي أمام القضاء في قضيّة ما يُعرف بـ"جمعيّة نماء تونس" ووُجّهت له اتهامات بتبييض الأموال.

لكن قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتونس العاصمة قرر الإفراج عنه بعد تسع ساعات من التحقيق.

وقال الغنوشي عقب انتهاء التحقيق معه، إنه بعد أكثر من 10 ساعات من الاستنطاق نطق حاكم التحقيق بالبراءة.

وأضاف أن فريق الدفاع عني تمكن من دحض كل الاتهامات عنه، والتي ثبت أنها "اتهامات فارغة".