رسالة إلى قلبك اللطيف  

" أم للإنسان ما تمنَّى " 

نفس الإنسان تميل إلى الهوى والشهوات والطمع والجشع والعلو في الأرض. 

قال صلى الله عليه وسلم: " والقلبُ يهوي ويتمنَّى " [البخاري].

الناس في الدنيا صنفان: 

"منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ".

 فأهل الدنيا يتمنون أماني الدنيا وأهل الآخرة يتمنون أماني الآخرة،

"من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنَّم يصلاها مذموماً مدحوراً* ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً "

فلابد أن تسعى للآخرة سعيها...

 وهذا يتطلب منك قوة في التشمير والجد مع العزم ،

 وقوة استعانة بالعلي الخبير سبحانه،

 ( وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا )

لم يقل: 

{ وسعى لها سعيه } 

إنما "سَعْيَهَا" ، 

 أي تسعى بما يتناسب مع مقام الآخرة وعظمتها ، وكبير منزلتها ..

قال عبد الله بن مسعود-: " إن الله يُعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولا يُعطي الإيمانَ إلا من أحبَّ ".

نعيش في الدنيا، ولكن الآخرة تعيش في كياننا، وتهيمن على حياتنا،

 ويحملنا ذلك على السعي لها بكل ما نستطيع ..

من كانت الآخرة همه، كفاه الله ما أهمه..

"مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ؛ فرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ". أحمد 

نلحق بركب حارثة بن النعمان 

(عزفت نفسي عن الدنيا فاستوى عندي حجرها وذهبها، وكأني بالجنة والنار، وكأني بعرش ربي بارزا، فقال له صلى الله عليه وسلم "عرفت فالزم عبد نور الله قلبه بالإيمان)