1-«إن الذين يعانون هم الذين يدركون».

2- ويقول فى مكابدة أهل الحق في أن يعيشوا لأفكارهم ومبادئهم ويجاهدوا أنفسهم في حملها والحركة بها: «ما من فكرة عاشت إلا وقد اقتاتت من قلب إنسان».

3- ويقول فى مكانة التربية وأهمية التكوين: «إنني أؤمن بقوة المعرفة، أؤمن بقوة الثقافة، ولكني أؤمن أكثر بقوة التربية». (1)

4- ويقول – رحمه الله – في بيان قيمة العقيدة ومكانتها فى تقوية صف المؤمنين: «إن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان، وإن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة، وانتصار العقيدة على الألم، وانتصار الإيمان على الفتنة».

5- ويقول: «ألا إن هذا الدين لواحد، ألا وإنه لن يصلح آخره إلا بما صلح به أوله.. ألا وإن هذا هو الطريق.. .! (ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ)، إنهم لم يقولوا : نحن قله ضعيفة في كثرة باغية، فلنصبر على الذل ، ولنرض بالهوان، ولنجامل الشر، ولنتق الطغيان..حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً..».

6- ويقول: «إن الوجود ليس متروكًا لقوانين آلية صماء عمياء. فهناك دائما وراء السنن الإرادة المدبرة، والمشيئة المطلقة. (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)».

7- ويقول في باب قوة الضمير، ومكانة التقوى في حياة القلوب: «إن التقوى هي الحارس القابع في أعماق الضمير، يُقيمه الإسلام هناك، لا يملك القلب فرارًا منه؛ لأنه فى الأعماق هناك. إنه الإسلام، النظام القويّ، الحلم النديّ المُمَثل في واقع أرضيّ. رحمة الله بالبشر، وتكريم الله للإنسان، والخير الذى تشرد عنه البشرية، ويصدها عنه أعداء الله وأعداء الإنسان».

8- ويقول: «كذلك تعلمت أن يد الله تعمل، ولكنها تعمل بطريقتها الخاصة؛ وأنه ليس لنا أن نستعجلها؛ ولا أن نقترح على الله شيئا».

9- ويقول فى طبيعة الطريق: «إن أضواء النصر تلوح في أفق الفكرة الإسلامية فتجذب إليها الكثيرين. منهم من يبتغي وجه الله، ومنهم من يحسبها تجارة كاسبة. ولكن الطريق طويل، والعقبات كثيرة، والقرح والابتلاء والاستشهاد ينتظر المجاهدين. وسيحق على بعضهم قول الله تعالى: (لَوۡ كَانَ عَرَضٗا قَرِيبٗا وَسَفَرٗا قَاصِدٗا لَّٱتَّبَعُوكَ وَلَٰكِنۢ بَعُدَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلشُّقَّةُۚ) وسيحق على الآخرين قوله الكريم: (مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا) وأولئك هم الفائزون».

10- يقول – رحمه الله – «ما كان لسفاهة سفيه ولا لِلَمْزَة جاهل أن تنال من أصحاب عقيدة في الله».

11- ويقول في باب ضرورة الحركة بهذا الدين: «والتجارب تجزم بأن الذين لا يندمجون في الحركة بهذا الدين لا يفقهونه، مهما تفرغوا لدراسته في الكتب – دراسة باردة -!. وأن اللمحات الكاشفة في هذا الدين إنما تتجلى للمتحركين به لتقريره في حياة الناس، ولا تتجلى للمستغرقين في الكتب العاكفين على الأوراق!».

12- ويقول فيما يخص خصوم الدعوة وأعدائها: «إنهم لن يقتنعوا بدليل، لأن الذي ينقصهم ليس هو الدليل إنما هو الإخلاص والتجرد من الهوى، والاستعداد للتسليم بالحق حين يعلمونه».

13- يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله: «إن في عقولنا ما لا يستطيعون مصادرته، وفي نفوسنا ما لايستطيعون محاكمته، وفي إرادتنا لا يستطيعون حبسه. إن لنا افكارا عصية على الكسر، ولنا عزة أبيّة على القهر، ولنا صمود لا يحده صبر. إننا نبتغي الحق وقد نخطىء في الوصول أو نصيبه. وهم يريدون الباطل ويزينونه. وإن الصدأ الذى يعلو حقنا يذهب بالجلى. أما الزيف الذي يعلو باطلهم فيذهب بالأكلة».

14- ومن أقواله الطيبة في لزوم الطريق ومخافة الانحراف عنه: «إن الانحراف الطفيف في أول الطريق ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية الطريق. وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزء منها ولو يسير، وفي إغفال طرف منها ولو ضئيل، لا يملك أن يقف عند ما سلم به أول مرة. لأن استعداده للتسليم يتزايد كلما رجع خطوة إلى الوراء!»

15- وفيما يخص رعاية الله لدعوته وتكفله – سبحانه – بحمايتها قال – رحمه الله -: «الله – سبحانه – هو الذي يتكفل بهذا لدعوته. فحيثما أراد لها حركة صحيحة، عرض طلائعها للمحنة الطويلة، وأبطأ عليهم النصر، وقللهم، وبطأ الناس عنهم، حتى يعلم منهم أن قد صبروا وثبتوا وتهيئوا وصلحوا لأن يكونوا هم القاعدة الصلبة الخالصة الواعية الأمينة. ثم نقل خطاهم بعد ذلك بيده – سبحانه – (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). ولابد من البلاء كذلك ليصلب عود أصحاب العقيدة ويقوى.

فالشدائد تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة، وتفتح في القلب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن في نفسه إلا تحت مطارق الشدائد. والقيم والموازين والتصورات ما كانت لتصح وتدق وتستقيم إلا في جو المحنة التي تزيل الغبش عن العيون، والران عن القلوب. وأهم من هذا كله، أو القاعدة لهذا كله، الالتجاء إلى الله وحده حين تهتز الأسناد كلها، وتتوارى الأوهام وهي شتى، ويخلو القلب إلى الله وحده، لا يجد سندًا إلا سنده. وفي هذه اللحظة فقط تنجلى الغشاوات، وتتفتح البصيرة، وينجلي الأفق على مد البصر. لا قوة إلا قوة الله لا حول إلا حوله. لا ملجأ إلا إليه. والنص القرآني هنا يصل بالنفس إلى هذه النقطة على الأفق: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)».

——————————————-

(1) من مقال له نشر فى مجلة الرسالة (1952م)