واصلت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أعمال إزالة حديقة اللوتس العامة في حي مدينة نصر، شرقي القاهرة، بغرض استغلال الأرض المقامة عليها في إنشاء كراج كبير للسيارات ومحال تجارية، وتوجيه عوائد هذه الأنشطة لصالح "جهاز مشروعات الخدمة الوطنية" التابع للجيش، بعيداً عن الموازنة العامة للدولة.

وواكبت أعمال إزالة حديقة اللوتس عمليات تجريف الحديقة الدولية المطلة على شارع عباس العقاد بمدينة نصر، تمهيداً لتحويل أطراف الحديقة إلى تجمعات للمطاعم والكافيهات على غرار حديقة الطفل، إضافة إلى إزالة حديقة الجولف في حي مصر الجديدة، وحديقة الفنون المطلة على النيل في منطقة المنيل بحي مصر القديمة، وجميعها كانت تتبع محافظة القاهرة.

وادعى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، أمس الجمعة، أنه "لا صحة لما تداولته بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، بشأن إزالة الأشجار النادرة من الحديقة الدولية تمهيداً لبيعها"، مستدركاً بأن "الحديقة ذات طبيعة خاصة، لأنها تضم نماذج من المعالم المميزة لبعض الدول، وما يحدث هو تنفيذ خطة شاملة لتطويرها، ورفع كفاءة خدماتها".

ويعود تاريخ إنشاء الحديقة الدولية إلى عام 1987، ويوجد بها أقسام لدول الصين واليابان وكوريا الجنوبية والكويت والسعودية والبحرين والإمارات والمغرب. وتشغل المساحات الخضراء نحو 65% من مساحة الحديقة، التي تضم أيضاً مسرحاً للعروض الفنية، ومتحفاً صغيراً للحيوانات المُحنطة، ومنطقة لألعاب الأطفال.

وكان الجيش استولى على حديقة الميريلاند الأشهر في حي مصر الجديدة، وبدأ في تحويلها تدريجياً إلى تجمعات للمطاعم والكافيهات، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1949 في عهد الملك فاروق تحت اسم نادي سباق الخيل، وكانت تضم الكثير من الأشجار المعمرة، وبحيرة مخصصة للمراكب الصغيرة، ومشتل تشجير الحديقة، إلى جانب "برجولات" ومشايات وشلالات.

وتوسع نظام الانقلاب في عمليات تجريف وإزالة الحدائق العامة، والمساحات الخضراء، لا سيما في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، بدعوى استغلال الأراضي المقامة عليها في تنفيذ أنشطة استثمارية، على الرغم من قرب استضافة البلاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP 27)، في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل بمنتجع شرم الشيخ جنوبي سيناء.