كما أن أيام الله بالنسبة إلى الأمم أيام؛ فكذلك أيام الله في حياتك أيام!

أيام تحصل فيها شدة، ثم يعقبها الفرج!

أيام عصيبة تكون في حالة ضعف أمامها، ثم يفرجها الله، فركز  نظرك على (تفريج الله) لتتقوى أمام ما سيمر عليك في مستقبل الأيام، حينئذ فقط تكون أيام الله لك آيات!

اصنع ذاكرتك من (أيام الله) واغلب اليأس والهموم والآلام!

لا تصنع ذاكرة عن الأحزان والمصائب والآلام مقطوعة عن لطف الله؛ كما لو كنت خبرا إعلاميا  لا يسعى إلا لتركيز المشاعر على الأحزان والآلام!

بل ذكر نفسك كيف كانت أيام الضيق، وكيف نقلها الله إلى الرخاء؛ حتى إذا جاءك يوم عسرة، وجدت ذاكرة حسنة عن أيام الله؛ تخرجك من ضيق اليأس إلى سعة الأمل!

وإن سارع الشيطان إلى حظه منك، وسابق إلى صيده في عكر مائك، يتشمم ضعفك، ويلقي عليك أنواع المخوفات، حتى ليكاد ينطق على لسانك:

  الوضع الآن أصعب!......الظروف الآن مختلفة!....المخارج الآن مسدودة!

حين يفعل هذا بك، وسيفعل هذا بك؛ فلا تلقِ له بالا، ولاترفع له رأسا،  وقل بصوت يسمعه فؤادك:

كما نجاني الرحمن من الكرب الماضي، أيضا من هذا الكرب  سينجيني!

لطفا منه سينجيني من كل ما يضنيني!...هو ربي ومن شأن ربي أن يتولى شئوني!

وإن أتاك الشيطان يذكرك بمن مُنِع من الناس قبلك؛ فأره أنه قد أبعد النجعة؛ فلست من صيده!

أره أنه قد أخطأ التسديد والرماية، وقل بصوت تُسمعه فؤادك: كم في منع الله من عطايا وترقيات للإيمان، يعلمها أصحابها الصابرون!

لا تنشغل في وقت الضيق بظاهر الصورة؛ بل انفذ منها  إلى لُبِّها، بل تجاوزها إلى حالات الفرج والعطايا!

وإن لم تكن لديك ذاكرة عن تجارب سابقة فرج الله بها عنك؛ فابنِ لنفسك ذاكرة بأيام غيرك:

ذكرها بأيام الأنبياء والمرسلين والسلف الصالحين:

انظر كيف خرج موسى- عليه السلام - خائفا يترقب، وكيف نجاه الله وأعطاه!

تذكر يوسف، فتى في غيابت الجب كيف أصبح على خزائن الأرض!

تذكر مريم، تذكر زكريا، تذكر إبراهيم!

تذكر نبيك محمدا ﷺ كم قاسى؛ ثم لم يلبث أن فتح الله له البلاد وقلوب العباد، ثم لم يقبضه الله إلا مبتسما قرير العين بمرأى أصحابه يقيمون دين الله !

اصنع عاداتك في التفكير

إن لم تستطع رؤية المنحة في المحنة؛ فلا أقل من التركيز على الفرج؛ واجعل ذلك زادك تستعملها أمام كل الصعاب؛ فلا تصل لليأس الذي يشل القلب والأطراف عن الحركة والحياة!

الحياة يومان لا ثالث لهما يوم صبر ويوم شكر

فكن أنت (الصبار الشكور)

(الصبار) يأتي لنفسه بالأمل مما مضى من أيام الله فيه، وفي غيره،

وكذلك يفعل (الشكور: يذكر نفسه بأن ما هو فيه من رخاء إنما هو من عطية الله، ولاتنس أن في ذلك التذكير  آيات! ...نعم .

 آيات!....لكن لمن؟....لكل صبار شكور !