أحبك ربي- مصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة مخطوبة منذ عام تقريبًا, المشكلة أنني اكتشفت أن خطيبي كان يحب بنت عمه، وهو ما زال يفكر فيها مع أنها تزوجت لدرجة أنه قال لصاحبه أنه يحلم بها في أحلامه أكثر مني، لا أعرف ماذا أفعل بالله عليكم انصحوني مع العلم أن موعد زفافي اقترب.
تجيب عليها الداعية سمية رمضان أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أستغفره وأتوب إليه
يسر الله لك أمر زواجك، وأظلك وزوجك بمظلة المودة والرحمة، لم تذكري في رسالتك السبب الذى منع ابن عم من زواجه من ابنة عمه، عمومًا هي امرأة متزوجة ولا يجوز بأي حال من الأحوال التحدث عنها، وأن فلانًا يحبها فهذا في شرعنا أمر عظيم هذا بداية.
ثم أتحدث عنك فسبحان الله ما زلت في أول الطريق وبدأت الشكوك والاتهامات ولا ادرى ماذا ستفعلين بعد الزواج، ثم تعجبت جدًا كيف علمت من صديق خطيبك أنه حدثه أنه يرى ابنة عمه في منامه أكثر من خطيبته، فكيف تتحدثين مع أصدقاء خطيبك في مثل هذه الأمور الحساسة جدًا؟!، وكيف يحدث ذلك هل عن طريق التليفون أم ماذا؟ أسئلة كثيرة سألت فيها نفسي ولم أجد في رسالتك ما يعينني، عمومًا الاتصال برجل غريب عنك مهما كان وضعه وليس بمحرم وفي هذه الأمور الشائكة ما نهى عنه الشرع الحنيف، وهذا ما نصنفه من التجسس الذي نهى الله عنه (ولا تجسسوا)
أما إن تم هذا الأمر تطوعًا منه وليس بسؤال منك، ولا أدري كما قلت لك كيف تسمحين بذلك أصلاً يكون هذا الصديق قد اغتاب صديقه، وأيضًا المرأة المتزوجة المحصنة ويدخل تحت (ولا يغتب بغضكم بعضًا)
ثم قولك لقد اكتشفت حاليًّا وبعد سنة كاملة من الخطبة أن خطيبك يحب ابنة عمه فإن كان كل ذلك محض ظن وشك ليس إلا، تكونين قد وقعت في معصية لآية عظيمة (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم).
هل تتصورين هذه الآيات القرآنية، الدستور الذي أكرمنا الله به، فقط للتلاوة والقراءة والحفظ، وليس للتنفيذ والتطبيق، فكيف هو قولنا آمنا واتبعنا الرسول، فهو إيمان وإتباع، وتحرك في حياتنا بشكل تنفيذى لآيات القرآن وحكمة النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك أجد أنك قد ظلمت نفسك بكل ما ذكرتي في حق نفسك وخطيبك والمرأة المتزوجة التي لا ذنب لها في أحاديثكم. وللأسف كثير من النساء يقعن فريسة لهذه الغيرة القاتلة فبدأت الشك في أزواجهن، ثم التجسس فسوء الظن فنسج قصة بخيال كبير ونار بالصدور يؤجهها الشيطان الرجيم، وتبدأ في اختلاق المشكلات فتنهار جسميًّا ونفسيًّا، والشيطان ابتسامته تملأ وجهه البغيض، وتهرول المودة تليها الرحمة فلا يتبقى سوى العذاب والعناد؛ فتكون النهاية وخيمة إما طلاق أو حياة زوجية تعيسة.
وكل ذلك كانت بدايته يمكن تدراكها لو نفذنا ما أمرنا الله به لا ظن لا تجسس لا غيبة لو حافظنا على هذه الثلاث لتقصلت معظم مشاكلنا الزوجية، لذلك أرى أن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم وتصلي ركعتين تطلبي منه سبحانه المغفرة، ولا تتكلمي في هذا الأمر مع خطيبك على الإطلاق من اللحظة، بل تتفرغي لاستعدادات الزواج وتتفنني مع معرفة ما يحب ويكره حتى تكوني له بعد الزواج الحبيبة الأليفة، وهذا هو مفتاح قلب الرجل فهو لا يريد من الدنيا سوى امرأة تراعي رضاه، وتعمل له ودودة مبتسمة الثغر تمسح عنه همومه، وتتجنب سخطه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، حلوة اللسان مهذبة الطباع.
اطردي هذه الأفكار الخبيثة من مخيلتك، وانظرى إلى الحياة بثقتك في خالقك أنه سبحانه لن يضيعك ما دمت لتعليماته وأوامره مؤمنة منفذة، على بركة الله وليبارك الله لك في خطيبك ويتم لك بكل الخير، ولا تنسي أن تدعونا لفرحك الميمون، نعم ابتسمي فالحياة برمتها تبتسم لك.