قرّرت محافظة القاهرة إزالة أكثر من 2600 مقبرة في منطقة السيدة نفيسة التاريخية بقلب العاصمة المصرية، منها مقبرة الكاتب والأديب الراحل يحيى حقي، وإخطار أصحابها بنقل رفات الموتى إلى مقابر بديلة في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، بدعوى تعارضها مع مسار جسر مروري جديد يربط بين محور الحضارات وطريق صلاح سالم، يشرف الجيش على تنفيذه.

وبصورة مفاجئة، أبلغت المحافظة أصحاب المقابر الواقعة خلف مسجد السيدة نفيسة بوقف تصاريح الدفن فيها، والإسراع في نقل رفات أسرهم بعد وضع علامة (إكس) على المقابر تمهيداً لإزالتها، عقب ثلاثة أشهر تقريباً من إزالة نحو 2700 مدفن بالقرب من ميدان السيدة عائشة، بالإضافة إلى بعض مقابر "ترب المماليك" الشهيرة، ضمن أعمال توسعة طريق صلاح سالم.

وقالت نهى حقي، ابنة الكاتب الراحل يحيى حقي: "كل أسرة حقي مدفونون في هذه المقابر، ونقل رفات والدي إلى مدينة العاشر من رمضان أمر صعب جداً على الأسرة، لأنه مكان بعيد عن رؤيته وفكره وطلبه بأن يدفن بجوار السيدة نفيسة"، مستدركة بقولها: "نحن لسنا ضد التطوير، وإنشاء الكباري (الجسور) الجديدة، ولكن نطالب في الوقت نفسه بإعادة النظر في قرار إزالة المقابر".

وشهدت مصر هدم جزء من منطقة "جبانة المماليك" في العام الماضي، التي تضم مقابر تاريخية وآثاراً إسلامية تعود إلى نحو خمسة قرون، ومنها مقابر مصنفة تراثاً عالمياً لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، في إطار مخططات حكومية لتوسعة شبكات الطرقات الرابطة ما بين مناطق القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة.