بقلم: سمية مشهور
التعليم ضروري في الحياة، فهو عنصرٌ مهمٌّ في حياة المسلم، وجزءٌ من تريبة الطفل الذي نريد أن يكون مسلمًا سليمَ العقيدة، صحيحَ العبادة، مثقفَ الفكر، متينَ الخلق، قويَّ البدن.
إذا علمت هذا.. فلا تجعلي التعليم هو كل همّك في الحياة، وأنه مصدر ومفتاح السعادة والحياة والدخل، فأصبح وكأنه هو الهدف للحياة، ولكن علينا أن نجعله في ميزان الحسنات عند الله يوم القيامة، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:"من كانت الدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه أمرَه وجعل فقرَه بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله عليه أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة"
(1) الحث على العلم وأهميته.
(2) حث الأبناء على التفوق ولكن لمن؟! لله.. ﴿قل إن صلاتي و نسكي و محياي ومماتي لله رب العالمين﴾
1- حتى أنال رضا الله وأخدم الإسلام.
2- للنفس.. أنال طموحي.
3- للأسرة لأسعد والدي.
4- للوطن والأمة الإسلامية.
(3) ألا يكون الهدف من التفوق أن ننال مغانم الدنيا ولكن لله، وهذا هو الفهم الصحيح الذي ذكرناه للتعليم يجعل حالتك النفسية مستقرة حتى أثناء الامتحانات.
كيف تستعدي نفسيًّا للامتحانات؟!
- عليكِ بعدم التوتر وشدِّ الأعصاب، ولكن بالاهتمام وحسن التوجيه؛ فإن توترَك يجعل ابنَك الطبيعيَّ متوترًا وإن كان لا يزال صغيرًا.. فما بالك بمراحل التعليم المتقدمة، وعليكِ بالتوسط، واستعيني بالحب والتشجيع لإعطائه ثقةً في نفسه.
- خفِّفي من توتر ابنك إن كان قلقًا من قرب الامتحان، فهو مثل أي امتحان، عليه أن يجتهد والنتائج على الله، وإن كان عنده لا مبالاة بالامتحان والمذاكرة فأشعريه بأهمية الامتحان وضرورة المذاكرة والتعليم.
وعليك أن تُفهمي ابنك قبل المذاكرة أن:
(1) حفاظه على دينه وعلاقته بربه شيءٌ أساسي.
(2) مبادرته لأداء صلاته على وقتها يُعوِّد المبادرة لأداء واجباته.
(3) بذل أقصى ما يستطيع من مذاكرة وتحصيل العلم الذي ينفعه في الحياة.
(4) الحرص على التفوق والنتائج على الله.
(5) ذكِّريه دائمًا بالإخلاص في المذاكرة (كما سبق توضيحه).
"ليس لي مزاج للمذاكرة": عبارة نسمعها قد تكون بسبب:
(1) عدم القدرة على تنظيم الوقت مما يؤدي إلى تراكم الواجبات.
(2) عدم القدرة على تنظيم طريقة المذاكرة.
(3) تأثره بقول أصدقائه بصعوبة المادة.
(4) ضعف حالته الصحية.
(5) حالته النفسية سيئة بسبب مشاكل.
(6) مشاهدة التلفزيون تشتت ذهنه.
(7) الخوف من الامتحان.
فعلى الأم أن تعالج هذه المعوقات بالطريقة التي تناسب ابنها، مثل:
(1) الاستعانة بالله من الشيطان الرجيم ﴿وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين* وأعوذ بك رب أن يحضرون﴾
(2) الاستعانة بالله أولا.. "إذا سألت فاسأل الله.." ثم بذوي الخبرة.
(3) معالجة الملل بتغيير المكان وبالترفيه بعد المذاكرة أو في نهاية الأسبوع.
بعض الأسس في حسن الاستذكار
(1) بدء المذاكرة بالقرآن.
(2) الصلاة على وقتها.
(3) عدم التغيب وقت المراجعات المهمة.
(4) تحديد مكان مناسب للمذاكرة، فهي تحتاج إلى هدوء، ضوءٌ مناسبٌ وهواءٌ متجددٌ، فمكان النوم مرفوض للاستذكار.
(5) مراعاة الحالة النفسية والصحية.
(6) لا ترغميه على المذاكرة وهو مُرهَق.
(7) التدرج في المذاكرة كمًّا وكيفًا.
(8) عدم السهر وكذلك عدم الإكثار من شرب الشاي والقهوة.
(9) تخيُّر ساعات النشاط في المذاكرة مثل الصباح الباكر.
(10) الغذاء المتكامل المناسب.
(11) عمل جدول للاستذكار.
(12) حثُّه وترغيبه في الاستذكار من أجل التفوق وتذكيره بيوم النتيجة مثلاً.
(13) الجلوس بالطريقة الصحيحة.
(14) المذاكرة الفردية أفضل من الجماعية.
(15) عدم اللجوء إلى الدروس الخصوصية إلا للضرورة.
وحسب سنّ طفلك اتخذِي معه ما يناسبه فقط من هذه الأمور بدون إفراط ولا تفريط.
كيف تربِّي لابنكِ ذاكرةً قويةً؟
(1) ذكريه بالنسيان وعلاقته بالمعاصي، وأن يراقب الله تعالى.. شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي.
(2) الانتباه للشرح والفهم الكامل للدرس.
(3) المناقشة مع الزملاء في وقت الفراغ.
(4) المراجعة السريعة من آنٍ لآخر.
(5) التدريب على قوة الملاحظة.
(6) الورد القرآني والدعاء قبل المذاكرة.
(7) ذكر دعاء بعد الحفظ والمذاكرة: ﴿اللهم إني أستودعك ما حفظت فردَّه إليَّ عند حاجتي إليه﴾
أفضل طرق المذاكرة
(1) القراءة الإجمالية للدرس وحفظ العناوين الكبيرة والصغيرة والرسوم التوضيحية (من كتاب الوزارة) ثم قراءة ملخص الدرس وحل التدريبات بعده.
(2) المذاكرة والحفظ: يُفضَّل وضع خط تحت المهم، فهم المادة قبل حفظها، فهم القوانين والنظريات ثم حفظها، المواد التي تحتاج حفظًا تكون في الصباح الباكر، ويكون الحفظ مدته قصيرة ومتقطع أفضل.
شجِّعي ابنك على الحفظ ليثق في نفسه.. تصميمه على التسميع يجعله يحفظ سريعًا ويركِّز في المذاكرة.. قبل نومه يسترجع ما حفظه.. حفظ الليل أفضل من حفظ النهار.. الأفضل أن يكون بين الجوع والشبع.. وقف المذاكرة عند الشعور بالملل.. لا تقارني بين الأبناء في الحفظ فملكة كل طفل تختلف عن الآخر.
(3) التسميع: فهو تأمينٌ على المعلومات ضد النسيان ويكشف عن مواطن الضعف والأخطاء، وهو علاجٌ ضد السرحان (شفوي أو تحريري).
(4) المراجعة: عمل جدول لكل المواد لمراجعتها في مدة محدودة قبل الامتحان، ولا داعي للتدقيق في الأمور السهلة أثناء المراجعة، ولكن لا بد من مراجعة العناوين الكبيرة والصغيرة وتسميعها.
(5) تثبيت المعلومات: وذلك عن طريق تكرار الحفظ- التركيز والانتباه- استخدام الطرق المختلفة في الحفظ أي استخدام أكثر من حاسة- مراجعة ليلة الامتحان تكون سريعة.. قراءة عناوين وتسميع ما تحتها.. إمرار العين بسرعة على السطور لاستعادة ما سبق، ما يحتاج إلى حل يكثر من حله.
علاج السرحان
(1) عدم المذاكرة في حالة الإرهاق.
(2) أخذ فترة راحة بعد الحفظ.
(3) تكرار الحفظ مع المراجعة والتسميع.
(4) التخلص من المشكلات النفسية.
(5) ترك المعاصي.
- من الضروري منح العقل الراحةَ الكافيةَ ليستطيع العمل بنشاط في اليوم التالي، فيجب ألا يسهر.
- الاهتمام بالفيتامينات في الغذاء لتقليل سرعة الإنفعال ولسهولة الهضم، كما أنها تساعد على التركيز الذهني، مثل: الزيتون الأخضر والبقدونس الطازج والحبن الأبيض واللبن والتمر والزبادي والعسل الأبيض.
- ينصح بالاغتسال بماءٍ دافئ قبل النوم؛ مما يزيد في عمق نومهم.
- كرِّهي ابنَك في الغش وعلِّميه وجوبَ الاعتماد على النفس بعد الاعتماد على الله فهو حسبه.
نصائح ليوم الامتحان
- التوكل على الله- حسن الظن بالله- صلاة ركعتين حاجة يدعو فيها ربه- سؤال الوالدين الدعاء.
- يردد عند الجلوس على الكرسي "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث".
- التسمية عند استلام الورقة والدعاء "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً.. رب يسِّر وأعِن يا كريم".
- مراجعة الورقة جيدًا وفهم الأسئلة- ترك الأسئلة الصعبة التي تحتاج إلى تفكير في النهاية- حل الأسئلة السهلة الواثق منها أولاً وذلك لإعادة الثقة في نفسه، ولإعطاء انطباع طيب للمصحح.
- إذا نسي شيئًا يقول دعاء الضالة.
- وضع علامة على الأسئلة التي تم حلها حتى لا ينسى شيئًا- يوزع الوقت على عدد الأسئلة- المراجعة الجيدة بعد الانتهاء من الحل.
- لا ينشغل بتصحيح الإجابة بعد الانتهاء من الامتحان؛ حتى لا ينشغل ذهنه وحتى يستعد للامتحان المقبل.
- ولا تنسَي أختي الكريمة الدعاء لأبنائك وأبناء المسلمين.
وفقنا الله وإياكم لاجتياز الامتحان الأكبر يوم القيامة.. اللهم آمين.