د. رشاد لاشين

 (أنتم تضحكون علينا بكلمات الحب حتى نتصرف كما تريدون أنتم) .. شكوى صرحت لي بها كثير من الأمهات .. تقول : أظهر لابني كلمات الحب فيواجهني بأنني أضحك عليه ؛ واشتكت أم بمرارة أنها دائما تقسم لابنتها (والله لن يحبك أحد مثلي) ولا تتقبل البنت هذا الكلام .. وتطلب الأمهات:  أريد أن أعرف السبب وكيف أتصرف؟!؟!

بسبب كثرة التغيرات الهرمونية في مرحلة المراهقة تكثر التغيرات السلوكية وقد يسبب ذلك قلقاً للآباء والأمهات فيكثرون النصائح والتوجيهات في جو قد لا تتوفر فيه المشاعر والحب بسبب التكرار الكثير للتعليمات فيحس المراهق أن ذلك عدم تقبل لشخصيته أورفضاً أو كراهية له فيقرأ الصورة بشكل خاطيء وتحدث كثير من المشكلات في علاقة المراهق بالوالدين  ومن أسباب ذلك تأخر النضج العقلي عند المراهق والذي قد يكتمل عند سن 21 أو حتى 25 سنة؛ لذلك يفسر كثير من المراهقين سعي الوالدين لتعديل سلوكهم أنه رفض لشخصيتهم أو كراهية لهم لذا ينبغي أن تحرص على مراعاة الأسلوب المناسب ولا تكثر من التوجيهات،  بل قدم أغلبها بأسلوب غير مباشر وتقدمها من الزاوية المفيدة له وأكد دائما لابنتك أو ابنك تقبلك وتقديرك له بطرق متنوعة وأنك لا ترفضه هو بل ترفض السلوك الغير مناسب وأنك لا تكرهه هو بل تكره الذنب أو السلوك الخاطيء ..

حينما يخطيء  أو يذنب ابنك وفي كل أوقات الشدة أكد له على الحب العملي بالمشاعر الصادقة التي تلتقطها القلوب وليس فقط بكلمات الحب التي قد تؤدي إلى مزيد من الرفض أو الإحساس بمحاولة التغلب أو الاحتواء بالكلمات وهذا ما يعبر عنه بعض المراهقين أنتم تضحكون علينا بهذا الكلام من أجل أن تجعلونا نتصرف كما تريدون أنتم.