اشتكى مزارعو البنجر من تدني سعر التوريد الذي حددته شركات السكر بـ1000 جنيه للطن، شاملاً العلاوات، معلنين رفضهم التوريد، بعد ارتفاع تكاليف إنتاج الفدان إلى 20 ألف جنيه، ومهددين بتقديم محصول الموسم الجاري علفاً للحيوانات "سيلاج" بسعر 20 ألف جنيه للفدان، والتوجه نحو زراعة محاصيل أخرى أكثر ربحية العام المقبل.

وتوقع مصدر مسئول بوزارة الزراعة أنه في حال رفض شركات السكر رفع سعر التوريد عن 1000 جنيه لطن البنجر، ستتراجع المساحات المزروعة الموسم المقبل بنحو 50%.

وأضاف المصدر: "من حق مزارعي البنجر مطالبة الشركات برفع سعر التوريد، بعد تخطي سعر تكلفة الإنتاج حاجز الـ15 ألف جنيه، في الوقت الذي وصلت فيه أسعار السكر في الأسواق إلى 20 جنيهاً للكيلو".

وذكر أن السعر العادل لتوريد طن البنجر يجب ألّا يقل عن 1000 جنيه كسعر أساس، يصل بالعلاوات إلى ما بين 1200 إلى 1300 جنيه للطن، لافتاً إلى أنه في ظل استمرار تلك الأسعار بخلاف بيع البنجر علفاً للحيوانات، سيمتنع المزارعون عن التوريد، وهو ما يؤدي إلى تدخل بعض الشركات ورفع السعر (سوق سوداء).

وأوضح هاني الشرقاوي، مزارع، أن تكلفة إنتاج الفدان تصل حالياً إلى نحو 20 ألف جنيه، وبحساب سعر التوريد المعلن من قبل شركات السكر بسعر 1000 جنيه لكل طن يتحصل المزارع في نهاية الموسم على 20 ألف جنيه عند إنتاج 20 طناً، وهو ما يعني ضياع مجهود المزارع خلال 7 أشهر.

وأفاد في تصريحات خاصة بأن 80% من المزارعين في الوقت الحالي قرروا عدم زراعة البنجر في الموسم المقبل، والتوجه نحو زراعة محاصيل أكثر ربحية، ومنها الفول البلدي الذي تصل ربحية زراعة الفدان منه إلى نحو 35 ألف جنيه، في الوقت الذي لا يستمر بقاؤه في الأرض سوى 5 أشهر، وهو ما يتيح للمزارع استغلال الأرض في محصول آخر.

وأشار إلى أن ما يُشعر المزارعين بالظلم من قبل الشركات أنه عندما كان سعر السكر 7 جنيهات للكيلو، كان سعر توريد البنجر 500 جنيه، والآن وصل سعر السكر إلى 20 جنيهاً، وهو ما يعني أن السعر العادل للتوريد يجب ان يصل إلى 1500 جنيه.

وأكد أن عرض بيع محصول الفدان في الوقت قبل حصاده بـ20 ألف جنيه كعلف للحيوانات "سيلاج" سيقدم عليه الكثيرون، إذ إنه سيعطي ذات القيمة المقدرة من قبل الشركات، بخلاف توفير 5 آلاف جنيه حصاد وتعبئة ونقل وخلافه، بالإضافة إلى استفادة المزارع من حصاد المحصول مبكراً لاستخدام الأرض في زراعة محصول آخر.

ووفقاً لبيانات مجلس المحاصيل السكرية، فقد بلغ إنتاج مصر من السكر عام 2022 نحو 2.85 مليون طن، تشمل 1.7 مليون طن من سكر البنجر، و900 ألف طن من قصب السكر، و250 ألف طن من سكر الفركتوز المنتج من حبوب الذرة، فيما يبلغ حجم الاستهلاك 3.2 ملايين طن سنوياً.