تحل اليوم ذكرى استشهاد الإمام حسن البنا الرابعة والسبعين .. ومع تجدد هذه الذكرى الأليمة نجدد العهد مع الله على المضي على طريق الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، رافعين راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، نصرةً لدينه والعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وتأتي هذه الذكرى بينما تتواصل تفاعلات كارثة الزلزال المروع وتوابعه في كل من تركيا وسوريا؛ حيث أوقعت عشرات الآلاف من الوفيات والإصابات وملايين المتضررين، وهو ما استنفر العالم لتقديم العون والإغاثة؛ وتلك وغيرها من القيم التي أرساها الإسلام وعمل الإمام  البنا على تفعيلها، وكان لها أثر طيب في استنفار المجتمعات المسلمة ومسارعتها لمد يد العون.
وسيظل العالم الإسلامي مُطالب بمواصلة استنفاره، وتقديم المزيد من العون بشتى أنواعه للشعبين التركي والسوري الشقيقين. 
وفي هذه الذكرى – ذكرى استشهاد الإمام البنا – تؤكد جماعة "الإخوان المسلمون" أن  قضية فلسطين، التي دفع الإمام الشهيد حياته ثمناً للدفاع عنها، ستظل قضيتها الأولى حتى تتحرر الأرض - كل الأرض - وتقام الدولة وعاصمتها القدس الشريف، وسنواصل- رغم ما يحيط بنا من تحديات جسام– دعم كفاح الشعوب المستضعفة، وحقوق الأقليات المسلمة حول العالم، وتمكينها من نيل كافة حقوقها .   
ستظل أيادينا ممدودة لكل الوطنيين الشرفاء ليكون الجميع على قلب رجل واحد؛ رفضاً للتبعية والديكتاتورية وسعياً لتحقيق نهضة الأمة. 
وسنظل أوفياء لما وضع الإمام البنا - يرحمه الله - من منهاج إسلامي وسطي شامل، وأوفياء لمن ضحوا وقدموا الغالي والنفيس في سبيل نصرة دين الله، جيلاً بعد جيل، ولن نفرط في الأمانة مهما تزايدت الحملات والضغوط حتى  نلقى الله عز وجل.
رحم الله الإمام المجدد حسن البنا وكل شهداء الدعوة، وجميع شهداء الإسلام، وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
بسم الله الرحمن الرحيم :" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا( الأحزاب – 23).
والله أكبر ولله الحمد 
جماعة "الإخوان المسلمون" 
الأحد: ٢١ رجب ١٤٤٤ه‍، الموافق ١٢ فبراير ٢٠٢٣م