رغم تسريبات الصهاينة في الآونة الأخيرة بشأن اقتراب التطبيع مع إندونيسيا، فقد كشفت أوساط سياسية أن أعضاء وفد الصهاينة في مؤتمر دولي يعقد بمدينة بالي لن يشاركوا فيه، بعد إبلاغهم بأن هناك حساسية في الدولة بشأن مشاركة الاحتلال.
وكان رئيس النقابة الصهيونية للقابلات تلقى قبل أسبوعين رسالة ورد فيها أن هناك حساسية في إندونيسيا في ما يتعلق برفع العلم الصهيوني خلال المؤتمر الثالث والثلاثين للاتحاد الدولي للقابلات (ICM)، لأن حاكم بالي وزوجته سيشاركان في حفل افتتاحه، ما يعني وجود مخاطرة بإغلاق المؤتمر، ما استدعي مطالبة الوفد الصهيوني بمغادرة إندونيسيا، بحسب إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
ويعتقد أن الوفد الصهيوني يتفهم أن الاتحاد لن يكون قادرًا على تحمل هذا الخطر، ولذلك فلن يكون العلم الصهيوني جزءًا من موكب الأعلام والتنظيم، ولن يتم ذكره خلال الحفل.
ونقلت الصحيفة عن رئيسة جمعية القابلات في "الكيان الصهيوني" يفعات روبانينكو أنها تسعى لتمثيل الدولة في المؤتمر.
وقد تواصل الوفد الصهيوني مع وزارة الخارجية والسفارة في سنغافورة المسئولة عن العلاقات مع إندونيسيا لثنيها عن قرارها، ولكن دون جدوى.
وحملت الصحيفة ما أسمته بـ"الحركة الإسلامية الدولية" مسئولية ذلك، وقالت إن "إندونيسيا استجابت لمطالب الحركة الإسلامية الدولية" التي اتهمتها بـ"معاداة السامية".
وزعمت الصحيفة أن هذا القرار "يشكل سابقة خطيرة".
غيلا زرفيف منسقة العلاقات الدولية في النقابة الصهيونية للقابلات، كشفت أن الكيان تم تحذيره من أن عقد المؤتمر في إندونيسيا قد يخلق صعوبات، لكن دون جدوى، وقد حصل قبل شهر أن تم طرده من المشاركة في الألعاب الشاطئية في بالي، ووجد الإندونيسيون حلاً مبتكرًا لكيفية إخفائها، باتخاذ قرار بإلغاء مسابقة كرة السلة، وهي الرياضة الوحيدة التي كان يفترض أن تشارك فيها في المسابقة الدولية، كما أنه تم نقل بطولة العالم في كرة القدم تحت سن الـ20 عاما من إندونيسيا إلى الأرجنتين، بسبب استضافة الفريق الصهيوني".
وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها دولة الاحتلال مقاطعة ورفضاً من إندونيسيا، رغم الضغوط التي تمارس عليها للتطبيع، حيث لا يخفي الاحتلال أنه يضع تطبيع علاقاته مع إندونيسيا على رأس جدول أعماله، سواء لكونها أكبر دولة إسلامية، أو بسبب موقعها الجيو-سياسي، أو لما تحتويه من موارد طبيعية هائلة.
يذكر أن 70% من الإندونيسيين ينظرون لكيان الاحتلال بصورة سلبية، لتكون واحدة من أكثر التصورات سلبية تجاهها في آسيا.
ورغم الدعوات الصهيونية لتطبيع العلاقات مع إندونيسيا، بزعم وجود العديد من فرص التعاون الثنائي، لكن الأخيرة لن تفكر في التطبيع إلا إذا تحقق الاستقلال الفلسطيني.
وفي 2018، منعت إندونيسيا حاملي جوازات السفر الصهيونية من دخولها.