أعلن عسكريّون، مساء يوم الأربعاء، أنّهم أطاحوا بنظام رئيس النيجر محمد بازوم، في بيان تلاه أحدهم عبر التلفزيون الوطني في نيامي، باسم "المجلس الوطني لحماية الوطن".

وقال الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن، الذي كان محاطاً بتسعة جنود آخرين يرتدون الزيّ الرسمي: "نحن، قوّات الدفاع والأمن، المجتمعين في المجلس الوطني لحماية الوطن، قرّرنا وضع حدّ للنظام الذي تعرفونه".

وأضاف: "يأتي ذلك على أثر استمرار تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصاديّة والاجتماعيّة".

وأكّد "تمسّك" المجلس بـ"احترام كلّ الالتزامات التي تعهّدتها النيجر"، مطمئناً أيضاً "المجتمع الوطني والدولي في ما يتعلّق باحترام السلامة الجسديّة والمعنويّة للسلطات المخلوعة، وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان".

وتابع: "كما ونعلن عن إغلاق الحدود البرّية والجوّية حتّى استقرار الوضع"، مؤكداً أنّه تم "فرض حظر تجوّل اعتباراً من هذا اليوم، من الساعة 22.00 حتّى الساعة 05.00 (21.00 إلى 04.00 بتوقيت جرينتش) على كامل التراب حتى إشعار آخر".

وكانت الرئاسة النيجيرية قد أعلنت، الأربعاء، أن عناصر من الحرس الرئاسي حاولوا التحرك ضد الرئيس، وإن "الجيش سيهاجم إذا لم يتراجعوا".

وزير خارجية النيجر: "نحن السلطة الشرعية"

من جهته، رفض وزير الخارجية ورئيس الحكومة بالوكالة في النيجر حسومي مسعودو، الخميس، الانقلاب في النيجر، مؤكداً أنّ حكومته تمثّل "السلطات الشرعية والقانونية".

وقال، خلال مقابلة مع محطة "فرانس 24" إنّ "السلطة القانونية والشرعية هي التي يمارسها رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم"، وأضاف أنّ بازوم "بصحّة جيدة".

واشنطن تطالب بإطلاق سراح بازوم "فوراً"

في السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنّ الوزير أنتوني بلينكن عبر عن "الدعم الأمريكي الراسخ" للنيجر، خلال اتصال هاتفي مع بازوم.

وأضافت الوزارة أن بلينكن شدّد "على أن الشراكة الاقتصادية والأمنية القوية بين الولايات المتحدة والنيجر تعتمد على استمرار الحكم الديمقراطي واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان".

وقال بلينكن، الذي يزور نيوزيلندا: "تحدّثتُ مع الرئيس بازوم في وقت سابق من هذا الصباح، وقلت له بوضوح إنّ الولايات المتحدة تدعمه بقوّة بصفته رئيساً للنيجر منتخباً بشكل ديمقراطي"، مطالباً بـ"إطلاق سراحه فوراً".

فرنسا تدين

من جهتها، دانت فرنسا "أيّ محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوّة" في النيجر، حسبما قالت وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة كاثرين كولونا، يوم الأربعاء، عبر الموقع الإلكتروني لوزارتها.

وكتبت كولونا في رسالة نشرتها أيضاً عبر حسابها في موقع تويتر، إنّها "تدين بشدّة أيّ محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوّة، وتنضمّ إلى دعوات الاتّحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصاديّة لدول غرب أفريقيا من أجل استعادة سلامة المؤسّسات الديمقراطيّة في النيجر".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس قد أدان "بشدة التغيير غير الدستوري للسلطة" في النيجر، حسبما أعلن المتحدث باسمه، الأربعاء.

وأوضح المتحدث ستيفان دوجاريك، في بيان، أن جوتيريس "قلق جداً" من احتجاز عناصر من الحرس الجمهوري للرئيس محمد بازوم، مشدداً على أن "الأمين العام يدعو لوقف فوري لكل التحركات التي تقوض المبادئ الديمقراطية في النيجر".