تراقب جماعة "الإخوان المسلمون" تطورات الأحداث في غزة والسودان، ببالغ القلق، حيث تُراق الدماء، وتُرتكب جرائم بحق الشعبين الشقيقين يندى لها جبين الإنسانية، فوق أنها تهدد الأمن القومي المصري، ومستقبل أجيال المنطقة بأسرها.
إن التطورات على الحدود المصرية الفلسطينية، والانتهاك المتكرر من الكيان الصهيوني لسيادة مصر، في ظل تقلص وزنها الاستراتيجي، تحت وطأة منظومة الاستبداد والفشل، وتعرض السودان الشقيق، العمق الاستراتيجي لمصر، لمخاطر جسيمة، كانت -ولا تزال- تستوجب التدخل من أجل وقف الحرب ومنع قتل المدنيين وتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية عن الشعب الشقيق، كل ذلك يكشف إلى أي منحدر وصلت مصر تحت حكم هذا النظام الاستبدادي المنقلب غير الشرعي.
ومنذ أيام أُعلنت إثيوبيا مضيها نحو الملء الخامس لسد النهضة، بعد فشل أحدث جولة للمفاوضات مع مصر والسودان؛ بما يهدد استمرار تدفق نهر النيل، شريان الحياة في مصر منذ آلاف السنين، وبما يهدد الحياة في مصر ويشكل خطرًا داهمًا على القطاع الزراعى، وبالتالي على المجتمع بأسره.
إن هذه الأزمات جميعًا تثبت أن الأزمة الحقيقية في مصر هي بقاء هذا النظام المستبد، المصحوب بالفشل في كل المجالات، وأنه مهما حاول تجديد شرعيته بانتخابات هزلية، فإنه فاقد للشرعية وعاجز عن الفاعلية، وعن توفير احتياجات المواطنين، كما هو أكثر عجزًا في حماية الحدود وحفظ سيادة الدولة وسلامة مقدراتها.
وإزاء هذه التحديات الصعبة تجدِّد الجماعة دعوتها لكافة القوى السياسية والأحزاب والأطراف المعنية؛ من أجل توحيد الصفوف، والعمل معًا من أجل الخروج بمصر من هذه الأزمة الكبرى.
لقد كان انقلاب 3 يوليو 2013 انقلابًا على إرادة شعب مصر وعلى مكانتها الإقليمية والدولية، وجاءت مسرحية الانتخابات الأخيرة لتؤكد للجميع أن مصر دخلت في نفق مظلم، ومسار خطير؛ لتقويض ما بقي من قدراتها واستلاب إرادتها إلى أجل غير مسمى.
علي حمد
المتحدث الإعلامي لجماعة "الإخوان المسلمون"
الأحد 11 جمادى الثانية 1445 هـ - 24 ديسمبر 2023 م