قالت مؤسسة القدس الدولية، إن مواصلة فرض الاحتلال الحصار الشامل على المسجد الأقصى منذ السابع من أكتوبر وإطلاق يد المقتحمين لأداء الطقوس التوراتية، واقتحام المسجد الأقصى ومنع المصلين من الاعتكاف بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج سيؤجج معركة جديدة للدفاع عن قدسية المسجد.
وأضافت المؤسسة في بيان صادر عنها أن حصار الأقصى طوال هذه المدة يدقُّ ناقوس الخطر بأنَّ الاحتلال ينوي تكريس هذه القيود وإجراءات التفتيش والعرقلة والتنكيل لحرمان المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، والتخلص من الوجود الإسلامي الكثيف في الأقصى كونه يشكل حزام دفاع عن المسجد.
ودعت أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948 إلى تكثيف الرباط في المسجد الأقصى، وكسر هذه القيود والإجراءات قبل أن تتحول إلى سياسة دائمة، كما طالبت جماهير الأمة بالتحرك لكسر الحصار عن المسجد الأقصى.
وقالت المؤسسة إن الاحتلال يستبق شهر رمضان بإعلان نوايا بحرمان المسلمين من الاعتكاف في الأقصى، وهو الذي كان عنوان معركةٍ في الأقصى في رمضان الماضي تصدت لمحاولة شطب هذه الشعيرة، وهي معركة يبدو أنها في طريقها لأن تتجدد هذا العام، ما يتطلب الاستعداد لها منذ الآن.
وتاليا نص البيان:
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني فرض حصار شامل على المسجد الأقصى المبارك منذ السابع من أكتوبر، فتمنع المصلين من الوصول إليه، وتطلق يد المقتحمين فيه ليؤدوا طقوسهم التوراتية ويستعرضوا حضورهم فيه في تبنٍّ علني للإحلال الديني، يتوهم الصهاينة أنهم بتبنيه يفرغون معركة طوفان الأقصى من معناها، إذ يصعّدون عدوانهم الديني على الأقصى رغم أنه كان السبب المباشر والرمز لانطلاق المعركة من بدايتها.
علاوة على ذلك، فقد اقتحم جنود الاحتلال المسجد الأقصى يوم الجمعة 9-2-2024 ومنعوا المصلين من الاعتكاف فيه لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، ونصبت قوات الاحتلال الحواجز في البلدة القديمة لمنع وصول المصلين إلى الأقصى، ونكَّلت بهم عند باب السلسلة، وفي المقابل سمحت للمستوطنين المتطرفين بتنظيم مسيرة استفزازية ضخمة في شوارع البلدة القديمة.
وأمام هذا العدوان الصهيوني المتواصل والمتصاعد على المسجد الأقصى نؤكد في مؤسسة القدس الدولية الآتي:
أولاً: إنَّ حصار المسجد الأقصى طوال هذه المدة منذ 7 أكتوبر 2023 يدقُّ ناقوس الخطر بأنَّ الاحتلال ينوي تكريس هذه القيود وإجراءات التفتيش والعرقلة والتنكيل لحرمان المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، والتخلص من الوجود الإسلامي الكثيف في الأقصى كونه يشكل حزام دفاع عن المسجد، وأمام هذا التحدي فإن الواجب يدعو أهلنا في القدس والمناطق المحتلة عام 1948 إلى تكثيف الرباط في المسجد الأقصى، وكسر هذه القيود والإجراءات قبل أن تتحول إلى سياسة دائمة، ويفرض على أمتنا العربية والإسلامية أن تقف معهم وإلى جانبهم لكسر الحصار عن المسجد الأقصى المبارك بتحركاتٍ شعبية متواصلة تضع كسر الحصار عن المسجد الأقصى في قلب أهدافها.
ثانياً: بهذا الاقتحام والعدوان على المعتكفين في الأقصى، يستبق المحتل الصهيوني شهر رمضان بإعلان نوايا بحرمان المسلمين من الاعتكاف في الأقصى، وهو الذي كان عنوان معركةٍ في الأقصى في رمضان الماضي تصدت لمحاولة شطب هذه الشعيرة، وهي معركة يبدو أنها في طريقها لأن تتجدد هذا العام، ما يتطلب الاستعداد لها منذ الآن.
ثالثاً: تعود الأعياد التوراتية وما يرافقها من عدوان إحلالي إلى المسجد الأقصى من جديد، إذ يتقاطع "عيد المساخر" العبري مع الأسبوع الثاني من رمضان ليمتد ما بين 21 وحتى 26-3-2024، وأمام الاحتضان الرسمي اللامشروط من حكومة الاحتلال التي تشكل الصهيونية الدينية وجماعات المعبد المتطرفة ركناً أساسياً فيها؛ فمن المتوقع أن تطلق يد المتطرفين الصهاينة وجماعات المعبد للاقتحامات الصباحية، والرقصات والطقوس الصاخبة المسائية على أبوابه في وقت الإفطار وصلاة التراويح، وهو ما يزيد معركة الأقصى اشتعالاً.
أمام هذه النوايا المعلنة والواضحة، والتي تبني على سلسلة من ثماني مواجهات كان الأقصى عنوانها في السنوات العشر الأخيرة، فإن من الواجب على الأمة وقواها الحية، وعلى المرابطين في فلسطين القادرين على الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك أن يستعدوا لشهرٍ عنوانه الرباط والصمود وشد الرحال وكسر الحصار عن الأقصى، والتصدي للاقتحامات ومحاولات فرض الطقوس التوراتية، أداءً لواجبها وانتصاراً لدماء شهداء غزة الذين تقدموا الصفوف واجترحوا المستحيل من أجل هذا الواجب.
مؤسسة القدس الدولية
بيروت في 11-2-2024