كشف تقرير أجرته رئيسة اللجنة المكلفة بإجراء مراجعة مستقلة لعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كاترين كولونا، بعد التحقيق بمزاعم الاحتلال الصهيوني بشأن تورط عدد من موظفي الوكالة في عملية طوفان الأقصى، أنّ الكيان الصهيوني لم يقدم حتى الآن أدلة تدعم ادعاءاته، مشيرة إلى أنّ الوكالة الأممية كانت تزوّد الكيان بانتظام بقوائم تضم أسماء موظفيها للتدقيق، إلا أن الأخيرة لم تبد أي ملاحظات أو مخاوف بشأن قوائم الموظفين منذ عام 2011.

وفي الخامس من فبراير الماضي، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مجموعة (لجنة) مستقلة لتقييم عمل وكالة أونروا، تهدف إلى تقديم مراجعة مستقلة لعمل الوكالة، وذلك في أعقاب مزاعم صهيونية بمشاركة 12 موظفاً من الوكالة في "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر الماضي، وتجميد عدد من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة، مساهماتها المالية للوكالة على إثر هذه المزاعم، قبل أن تعلن عدد من الدول استئناف تمويلها لاحقاً.

وصيغت مراجعة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كولونا، بحسب ما ذكرت صحيفة ذا جارديان البريطانية، اليوم الاثنين، بمساعدة ثلاثة معاهد أبحاث، وتوصلت إلى أنّ "إسرائيل لم تثبت بعد أياً من ادعاءاتها حول تورط موظفي أونروا في نشاطات لحركتي حماس أو الجهاد الإسلامي. وجاء في التقرير، الذي قد يدفع بعض المانحين إلى مراجعة تجميد التمويل، أنّ إسرائيل لم تقدم بعد أدلة داعمة لادعائها بأن عدداً كبيراً من موظفي أونروا أعضاء في "منظمات إرهابية".

وصدر التقرير، اليوم الاثنين، تحت عنوان "مراجعة مستقلة للآليات والإجراءات لضمان التزام الأونروا بمبدأ الحياد الإنساني". ومن المقرر أن تعقد كولونا مؤتمراً صحفياً اليوم الاثنين، بالمقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، لاستعراض نتائج تقريرها.

وإلى جانب تقرير كولونا، تم إرسال تقييم أكثر تفصيلاً إلى الأمم المتحدة من ثلاث هيئات بحثية، وهي معهد راؤول والنبرج في السويد، ومعهد ميشيلسن في النرويج، والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.

وتشير كولونا في تقريرها، الذي اطلعت عليه أيضاً وكالة رويترز، إلى أهمية أونروا لحياة الفلسطينيين، مشددة على أنّ الوكالة لا غنى عنها للفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة. وتابعت كما ورد في التقرير "في غياب أي حل سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين، تبقى أونروا ذات أهمية مركزية في تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والخدمات الاجتماعية الأساسية، ولا سيما في مجال الصحة والتعليم، للاجئين الفلسطينيين في غزة والأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية".

وفيما تقترح كولونا في مراجعتها عدة طرق يمكن أن تضمن حياداً أكبر لموظفي أونروا الذين يزيد عددهم على 32 ألف موظف، مثل توسيع الرقابة الداخلية، وتوفير المزيد من التدريب الشخصي، والمزيد من الدعم من البلدان المانحة، تؤكد في الوقت نفسه أنّ أونروا أنشأت عدداً كبيراً من الآليات والإجراءات التي تضمن الامتثال للمبادئ الإنسانية وتضمن الحياد أكثر من مؤسسات أخرى للأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية المماثلة.

وحول ادعاءات الاحتلال الصهيوني بأن أونروا تلتزم بالمنهاج الفلسطيني الذي تعتمده السلطة الفلسطينية في مدارسها، ويتضمن محتوى معادياً للسامية على حسب زعمها، خلص التقرير إلى أنه لم يجد إلا إشارات محدودة جداً على تلك الادعاءات، مشيراً إلى أنه تم تقديم ثلاثة تقييمات دولية في السنوات الأخيرة، للكتب المدرسية التي تعتمدها السلطة الفلسطينية، وحدد اثنان منهما وجود "محتوى عدائي" من دون تقديم أي دليل على وجود ما يشير إلى معادة السامية، فيما وجد تقييم ثالث أجراه معهد جورج إيكرت في ألمانيا مثالين من 156 كتاباً مدرسياً، فقط يعاديان السامية، قبل إزالة أحدهما وتغيير الآخر.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الاثنين، عن قبوله التوصيات الواردة في تقرير كولونا، وفق ما أورده موقع المنظمة الأممية الإلكتروني. واتفق جوتيريش مع المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني على أنّ أونروا، وبدعم من الأمين العام، ستضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير النهائي.