السؤال: نسأل عن بعض الناس الصالحين في هذا البلد والذي يقومون بتحجيج بعض العباد على نفقتهم تكرمًا منهم وتفضلًا على الذين لا يستطيعون القيام بفريضة الحج، فما هو نصيب الحاج نفسه من هذه الحجة والتي تمت على نفقة غيره؟
جواب فضيلة الشيخ القرضاوي:
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
لهذا الحاج ثواب الحج إن شاء الله، ولكن ليس مثل الشخص الذي حج من ماله، الذي حج من ماله ثوابه أكثر؛ لأنه أدى عبادة الحج بوجهيها البدني والمالي، بخلاف من حج من مال الغير، فقد أدى عبادة الحج بوجهها البدني فقط، فثوابه مشترك بينه وبين الأخ الذي حج على نفقته، فهذا الأخير مأجور عند الله عز وجل، وحجه صحيح وحجه مقبول.
وأوصي من أدى الفريضة ألا يزاحم من لم يؤدوها، ويذهب المتطوع على نفقة هؤلاء، فيأخذ مكان آخر هو أحق بالحج منه. بل يجب عليه أن يدع مكانه لمن لم يؤد الفرض، فإذا عدم هذا، فلا حرج عليه أن يذهب للحج على نفقتهم، ما لم يشترطوا أن يكون الشخص لم يحج قبل ذلك. والله أعلم
منحة الحاج
السؤال: عندنا هنا يعطون منحة مجانية من الدولة لـ10 أشخاص أو عُمال من كل مدينة أو محافظة أن يحجوا، وبعض هؤلاء العمال عليه ديون، فهل تجوز لهم له هذه الحجة؟
الإجابة:
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
إذا كانت هذه المنحة مجانية فلا حرج عليهم، فنحن نقول: المدين لا يحج؛ لأنه بدل أن ينفق أمواله في الحج يضعها في سداد الدين، لكن إذا كان يحج مجانًا فهذا فضل من الله عز وجل جاءه الله سبحانه وتعالى به، فلا يرفضه، الممنوع أن يحج على نفقته مع أن هذه النفقة مطلوبة لقضاء الدين. والدين من حقوق العباد، والحج من حقوق الله تعالى، وحقوق العباد مبنية على المشاحّة، وحقوق الله مبنية على المسامحة؛ ولهذا ينبغي أن يقدم قضاء حقوق العباد الأشحاء على حقوق الله الجواد البر العفو الكريم.