معنـى الذنـب:
هو الإثـم الذي يأتي من مخالفة أوامـر الله تعالى وأوامر رسـوله صلـى الله عليه وسلم، ويرجـع ذلك إلى أمرين (ابن الجوزية "الدواء"، مكتبة التراث الإسلامي، مرجع سابق ص 147):
1- ترك المأمور به سواء كان فريضة أو واجبًا أو سنة.
2- فعل المنهي عنه سواء كان من الكبائر أو الصغائر.
والذنوب تأتي من المعاصي وجزاء ذلك السيئة والإثم وتتراكم الذنوب والسيئات حتى تمرض القلوب وتهلك الأمم والشعوب.
ولقد وردت كلمة الذنب في كثير من الآيات القرآنية بمعنى الإثم والجرم والمعصية والسيئة، إما بسبب القول أو الفعل، فقد ورد على لسان سيدنا موسى عليه السلام لربه في القرآن الكريم: (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ(14)) (الشعراء)، وكان ذلك الذنب أن قتل سيدنا موسى عليه السلام رجلاً من قوم فرعون، كما ورد فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام قول الملك: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخَاطِئِينَ (29)) (يوسف)، فقد أمر الملك يوسف عليه السلام بكتمان ما وقع وألا يُحَدِّث به أحدًا، كما قال لزوجته استغفري لذنبك الذي وقع منك وهو إرادة السوء وإلصاق الخطيئة بيوسف عليه السلام وهو بريء منها.
والسنة النبوية حافلة بالعديد من الأحاديث التي توضح معنى الذنب وآثاره، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والمعصية، فإن العبد ليذنب الذنب الواحد فينسى به الباب من العلم، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم قيام الليل، وإن العبد ليذنب فيحرم به رزقًا كان قد هيئ له" ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ(19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ(20))، قد حرموا خير جنتهم بذنبهم"(أخرجه ابن أبى حاتم وابن مردويه)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إياكم ومحقـرات الذنـوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه"(رواه أحمد).
* مصـادر الذنـوب:
تنشأ الذنوب بصفة عامة من مصدرين رئيسين هما:
(1)- ذنوب بفعل القلوب مثل: الكفر، والتأله على الله بالعظمة والكبرياء والعلو، والحقد والحسد، البغضاء والكراهية، والبغي، والنفاق والمكر السيئ، البدع، وسوء الظن، والأنانية، والرياء، وتنشأ هذه الذنوب بسبب ضعف الإيمان وسوء الأخلاق، وكلما ضعفت قوى الخير في القلوب، قويت قوى الشر، فتنشأ الذنوب.
(2)- ذنوب بفعل الجوارح مثل: الزنا واللـواط والاغتصاب، والقذف باللسان، والنميمة والغيبة والقتل، والسرقة، والرشوة، والغش، والحرابة، وأكل أموال الناس بالباطل، وعدم إيتاء الزكاة، وشرب الخمر وما في حكمها، والكذب والخيانة والغدر، والسخرية، والاحتكار، والهمز، واللمز، والتنابز بالألقاب، والغلظة فى القول، والغضب، ولعب الميسر، والإسراف والتبذير، والبخل والشح والظلم.
وتنشأ الذنوب بسبب مرض القلب، أو موته، فلا يستطيع أن يسيطر على الجوارح ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" (رواه البخارى ومسلم)، ولنا عود لهذه المسألة بشيء من التفصيل بعد قليل.
* أنـواع الذنـوب:
يقسم أهل العلم والفقه الذنوب من حيث الحقوق إلى:
ذنوب تتعلق بحقوق الله سبحانه وتعالى، أي بين العبد وربه، مثل إهمال العبادات والطاعات، ويجب على العبد أن يتوب ويطلب العفو من ربه، لأن حق الله عز وجل مبني على المسامحة، وقد وعد الله بأن يغفر هذه الذنوب، فقال تبارك وتعالى:"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ (54)" (الزمر)، وفي هذا المقام يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم" (رواه مسلم).
ذنوب تتعلق بحقوق العباد، مثل ذنوب السرقة والحرابة والقذف والزنا وشهادة الزور والبغى والربا وخيانة الأمانة والرشوة والتطفيف في الكيل والميزان وإضاعة الزكاة……….. ولقد وضع الله لها الحـدود والتعزيـرات، وهي قائمة على المشاحة ورد الحقوق إلى أصحابها أو الإبراء منها، ويقع على ولي الأمر فى الدولة الإسلامية تطبيق تلك الحدود وتوقيع العقوبات بالتعزير.
ذنوب تتعلق بحقوق المجتمع مثـل: ذنوب عدم إيتاء الزكاة والغش والتدليس والغرر في المعاملات، والبغى والفساد في الأرض، ومنع المعروف، والأمر بالمنكر، ويقع على ولي الأمر، وعلى جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المحافظة على حقوق المجتمع ورد حقوقه المغتصبة.
ولقد وضع الله سبحانه وتعالى الحدود والتعزيرات لرد الحقوق المغتصبة إلى الدولة المسئولة عن المجتمع.
كما يقسم العلماء والفقهاء الذنوب من حيث درجتها إلى كبائر وصغائر على النحو التالي:
(1)- ويقصد بالكبائر من الذنوب هي: ما نهى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عنها، وأجمع على ذلك الفقهاء ومن أمثلتها: الشرك بالله، وقتل النفس بدون حق، والزنا والربا، وأكل مال اليتيم، والفرار يوم الزحف.
(2)- ويقصد بالصغائر من الذنوب هي: ما نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنها من باب الكراهة وسد الذرائع، أو أنها تؤدي إلى الكبائر، وتصبح الصغائر من الكبائر إذا أصر الفاعل عليها وكررها وتهاون بها وجهر بها ولم يبال.
* الذنوب تُصدئ القلوب وتُمرضها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الإيمان ليخلق (يبلى) في جوف أحدكم، كما يخلق الثوب، فاسألـوا الله أن يجـدد الإيمان في قلوبكم" (رواه الحاكم والطبراني).
ومن الأعمال التي تُمرض القلب وتقسيه وتميته المعاصي والذنوب على اختلاف أنواعها ودرجاتها وتجعله يصدأ وتصيبه بالخشونة والقسوة ويتراكم عليه الران.
وللذنوب أضرار جسيمة على القلوب، منها: القسوة، والخشونة، والوحشـة والظلمة، والوهـن، والشؤم، والغفلة، وتتفاقم هذه الأضرار حتى تميت القلب.
ولقد ورد في القرآن الكريم آيات عديدة منها قوله تبارك وتعالى: "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)" (محمد)، وقولـه عـز وجل: "وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ (88)" )البقرة).
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: "إن المسلـم إذا أذنب ذنبًا نكت في قلبـه نكتـة سـوداء، فذلك الـران الذي ذكره الله عـز وجـل: "كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)" (المطففـين) (رواه الإمام أحمد والترمذى).
ولا يجوز الاستهانة بصغائر الذنوب، لأنها تتكاثر كما يتكاثر مرض السرطان وتهلك القلب، ويحذر رسول الله صلى عليه وسلم من محقرات الذنوب والاستهانة بها فقال صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه"، وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن مثلاً: "كمثل القوم نزلوا أرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق يجيء بالعود، والرجل يجيء بالبعرة، حتى صنعوا سوادًا عظيمًا، وأججوا نارًا، وأنضجوا ما قذفوا فيها"(رواه الإمام أحمد).
وقال ابن قيم الجوزية:"إن الذنوب والمعاصي تضر، وضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر، وما في الدنيا من إلا سببه الذنوب والمعاصى؟ وقال: إن الذنب إما أن يميت القلب أو يمرضه مرضًا مخوفًا أو يضعف قوته، ولابد حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبى صلى الله عليه وسلم وهي:"الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال".
* آثار الذنـوب على القلـوب:
للمعاصي والذنوب آثار خطيرة ومضار جسيمة على القلوب والأبدان، عددها العلماء منهم ابن قيم الجوزية وغيره ويجب على المسلم أن يعيها تمامًا حتى يتجنبها، ومن أهمها ما يلى:
1- استفحال أمراض القلوب: فكلما زادت الذنوب كلما استفحلت أمراض القلوب وشربت من سموم المعاصي فتصاب بالإعياء والوهن.. ويستسلم العبد لهذا المرض إن لم ينقذ بتوبة نصوحة، واستغفار صادق، وعمل صالح، وفي وصف المنافقين يقول الله تبارك وتعالى:"فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)" )البقرة)، وقوله جل شأنه: "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)" (المائدة)، ويجب على الأخ المسلم إذا أصيب بإرهاصات المرض في قلبه يسرع إلى العلاج قبل أن يدخل في الحالات الحرجة التي لا يرجى الشفاء منها.
2- تحول الذنوب بين العبد وربه، وتدنس النفوس في وحل الخيبة والوهن وكراهية لقاء الله، أو يصبح بين قلب العبد وربه غشاوة فلا يرى نور الله عز وجل، وفي هذا المقام يقول الله عز وجل:"فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ (46)" (الحج)، وقوله سبحـانه وتعـالى:"خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)" (البقرة)، وعندما يعمى القلب يكون صاحبه بعيدًا عن الله عز وجل فيصاب الإنسان بالوهن وخشية الناس، وهذا ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها"، قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال:"لا إنكم يومئذ لكثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن"، قالوا وما الوهن يا رسول الله ؟، قال:"حب الدنيا وكراهية الموت"(رواه أحمد).
3- موت القلوب يقود تراكم الذنوب في النهاية إلى موت القلب، فقد قيل لإبراهيم ابن أدهم: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا، وقد قال الله تبارك وتعالى"ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" قال ابن أدهم: لأن قلوبكم ميتة، قيل: وما الذى أماتها ؟ قال ثمان خصال:
(1)- عرفتم حق الله ولم تقوموا بحقه.
(2)- وقرأتم القرآن ولم تعملوا بحدوده.
(3)- وقلتم نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تعملوا بسنته.
(4)- وقلتم نخشى الموت ولم تستعدوا له.
(5)- وقال الله: إن الشيطان لكم عدوًا فاتخذوه عدوًا فواطأتموه على المعاصي.
(6)- وقلتم نخاف النار، وأرهتم أبدانكم فيها.
(7)- وقلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها.
(8)- وإذا قمتم من فراشكم رميتم عيوبكم وراء ظهوركم وافترشتم عيوب الناس أمامكم فأسخطكم ربكم. فكيف يستجيب لكم؟
4- الحرمان من قيام الليل من آثار الذنوب الحرمان من قيام الليل، فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إياكـم والمعصية، فإن العبد ليذنب الذنب الواحد فينسى به الباب من العلم، وإن العبد ليذنب فيحرم به قيام الليل، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقًا كان هيئ له"، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تبارك وتعالى: "فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّك وَهُمْ نَائِمُونَ"، قد حرموا خير جنتهم بذنبهم" (أخرجه ابن أبى حاتم وابن مردويه)
وقال رجل للحسن البصري: يا أبا الحسن: إني أبيت معافى، وأحب قيام الليل وأعد طهوري، فما بالي لا أقوم ؟ فقال الحسن: ذنوبك قيدتك.
وقال الإمام الثوري رضي الله عنه:"حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته، قيل: وما ذلك الذنب؟ قال: رأيت رجلاً يبكي، فقلت في نفسي هذا مراء".
5- الذنوب تورث قساوة القلب، ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في صفات اليهود مع سيدنا موسى، فقال تعـالى:"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)" (البقرة)، كما أشار الله إلى الذين لا تتأثر قلوبهم بذكر الله، فقال:"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)" (الحديد:16)،
ويقول الإمام أبو حامد الغزالي: "الذنوب تورث قساوة القلوب، وتمنع قيام الليل، وكما أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فكذلك الفحشاء تنهى عن الصلاة وسائر الخيرات".
6- الذنوب تورث الظلمة والخشونة والوحشة فى القلوب: فتغلف بغـلاف أسـود، فلا تفقـه ولا تخشـع ولا تلين، ويتجبـر صاحبهـا ويطغـى، وأصـل ذلك قـول الله تبـارك وتعـالى:"كَذَلِكَ يَطْبَـعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُـونَ (59)" (الـروم)، وقولـه عـز وجـل: "الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)" (غافـر)، وقوله سبحانه وتعالى:"أَوَ لَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِم وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (100)" (الأعراف)، قال ابن عباس رضى الله عنهما:"إن للحسنة ضيـاءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمةً في القلوب، ووهنًا في البـدن، ونقصًا في الرزق، وبغضًا في قلوب الخلق".
---------
* الأستاذ بجامعة الأزهر- خبير استشاري في المعاملات المالية الشرعية، توفي في مايو 2021 ، رحمه الله.