السؤال: اقترضت مبلغًا من المال من بنك ربوي؛ لكي أشتري به أثاثًا لمنزلين، وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي تمكنني من امتلاك أثاث، وكالعادة أضاف البنك فائدة على هذا المبلغ، وقد سددت القرض مع الفائدة للبنك، ثم اتضح لي أن الفائدة كانت ربًا، وندمت على هذا الفعل ندمًا بالغًا، وتبت إلى الله راجيًا عفوه ومغفرته، فهل يجوز لي شرعًا امتلاك واستعمال هذا الأثاث بعد التوبة؟ وهل علي كفارة أم لا؟

جواب فضيلة الشيخ: 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخ ارتكب معصية بأنه أخذ هذا الأثاث بالربا، المسلم ينبغي له أن يشتري ما يقدر عليه، وما لا يقدر عليه ينتظر حتى يجعل الله بعد عسر يسرًا.

على كل حال هناك آكل الربا، وهناك مؤكل الربا، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهدَيْه، وقال: "هم سواء"(1).

وآكل الربا هو: الآخذ نفسه، المُقرض بالفائدة.

وموكل الربا فهو: الذي يقترض ويعطي الفائدة.

وأكل الربا لا يجوز بحال، أما إيكال الربا فقد أجازه العلماء للضرورة، إذا كان - مثلًا- يحتاج لإجراء عملية جراحية، ولم يجد أحدًا يُقرضه قرضًا حسنًا، أو كان يريد أن يأكل ويشرب أو يكتسي.

فالأخ هنا هو الذي أعطى الربا، هو الذي دفع، فالذي دفعه ربنا يسامحه ويغفر له إذا تاب إلى الله واستغفر الله عز وجل، خصوصًا وأنه هنا لم يستفد من هذا المال شيئًا، لم يشغله في تجارة، أو يستثمره، إن كان استفاد منه لقلنا له: تخلص من الربح الذي جاءك عن طريق الربا، لكن ما اقترضه بالربا اقترضه لشيء يستهلك، فليس على الأخ هذا إلا أن يتوب إلى الله ويستغفره، إنه هو الغفور الرحيم، ولا حرج عليه في استعمال الأثاث......

(1) رواه مسلم في المساقاة (1598)، وأحمد (14263)، عن جابر بن عبد الله.