مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، في جميع مراحل التعليم،، تتهيأ الأسرة لبدء رحلة جديدة من العمل والجهد مع أبنائها؛ بغية تحصيل العلم والاستذكار وتحقيق أعلى الدرجات؛ بحثاً عن مستقبل أفضل.

ومع طول فترة الإجازة الصيفية (3 إلى 4 شهور)، يحتاج الطفل أو الطالب إلى عوامل تحفيزية تكفل له الاستعداد النفسي والذهني والبدني قبل بدء الدراسة، وهو ما سيتحقق من خلال الآتي:

أولاً: الاستعداد النفسي لخوض غمار الدراسة، عن طريق تهيئة الأبناء، باتجاه ترك العادات التي سيطرت عليهم خلال فترة الإجازة، مثل السهر إلى وقت متأخر، واستخدام الهاتف ووسائل التواصل لوقت أطول، وتضييع الوقت في اللهو وغيره، على أن يتم وقف تلك العادات قبل بدء الدراسة بأسبوع أو 10 أيام على أقل تقدير؛ وذلك لرفع قدرة الطالب على التأقلم الدراسي.

ثانياً: ينصح خبراء التربية بالتحدث مع الأبناء عن العام الدراسي الجديد، واستثارة الحماس داخلهم نحو خوض مرحلة دراسية جديدة، والنقاش حول طموحاتهم خلال العام الجديد، وخططهم مع زملائهم ومعلميهم، بحيث يبدأ الطالب نفسه في التواصل مع زملاء الدراسة، والمعلمين كذلك، لتنظيم حفل بداية العام الدراسي مثلاً، ووضع خطط الأنشطة الطلابية بعد انتهاء فصل الصيف.

ثالثاً: الاستيقاظ المبكر عامل مهم وضروري ضمن خطوات تهيئة الطالب نفسياً وبدنياً لبدء الدراسة، مع استعادة التقاليد الأسرية المتعارف عليها، مثل تناول وجبة الإفطار، وممارسة الرياضة، وتخصيص ساعة للقراءة لتنشيط الذاكرة، واكتساب معلومات جديدة، ما يمنح الطالب قدراً من الثقة وهو على أعتاب ماراثون تعليمي جديد.

رابعاً: يفضل أن يبدأ الطالب في تهيئة نفسه للمواد الدراسية الجديدة المقررة عليه، وأن يأخذ فكرة عن محتواها، وأن يطلع على بعض الفيديوهات التعليمية الخاصة بها، ويمكن له أن يبدأ تلقي الدروس في مادة مثلاً يشعر بصعوبتها، أو أنه في حاجة لرفع مستواه العلمي فيها، وتحسين درجاته عن العام السابق.

خامساً: تنظيم مكان المذاكرة، أو غرفته الخاصة به، ومكتبته، وتجهيز الأدوات المدرسية، وحقيبته، وزيه المدرسي، فهذا مما يساعد الطفل نفسياً وذهنياً على الاستعداد لبدء الدراسي، بروح حماسية، وإقبال كبير، مصحوب بالسعادة، على أن تتجنب الأسرة وضع الملهيات داخل غرفته مثل التلفاز والألعاب الإلكترونية وغيرها.

سادساً: حث الطفل على تنظيم الوقت، ووضع جدول للمذاكرة، يراعي تخصيص وقت لقراءة القرآن الكريم، والنشاط البدني، والقسط الوافر من النوم، مع تحديد يوم للإجازة أسبوعياً، يكون فرصة للقاء الأقارب والأصدقاء، وممارسة هواياته، والخروج للتنزه، من منطلق تجديد النشاط، وبث الحيوية داخل نفسه من جديد.

سابعاً: من المهم أن يضع الطالب هدفاً نصب عينيه، أو عدة أهداف دراسية، مثلاً أن يكون من الأوائل على فصله أو مدرسته، حسب قدراته ومستواه العلمي، وأن يحصل على درجة عالية في مادة بعينها، وأن يطور من مهاراته وقدراته، وأن يشارك في المسابقات المدرسية، وأن يخوض سباق الطالب المثالي، وغير ذلك من أهداف صغيرة أو كبيرة، يمكن أن تكون دافعاً أمامه نحو النجاح والإنجاز.

ثامناً: يوصي الأطباء بتناول الطعام الصحي، والمحافظة على تناول وجبة الإفطار الغنية بالمعادن والفيتامينات، مثل البيض والحليب والفواكه والخضراوات الطازجة، مع الأخذ في الاعتبار أن وجبة الإفطار تحسن الأداء الإدراكي، الذي يؤثر إيجابيًا بالتالي على مستوى التحصيل المدرسي، مع تجنب الأطعمة الدسمة، والوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، فهذا مما يضعف الجهاز المناعي للجسم، ويتسبب في الإصابة بأمراض السمنة والسكري وغيره.

تاسعاً: يفضل اصطحاب طفلك إلى المدرسة قبل بدء العام الدراسي، خاصة إذا كان يلتحق بها للمرة الأولى، أو خلال انتقاله من مرحلة تعليمية إلى أخرى، تعرف معه على معالم المدرسة، واستكشف معه موقعها الجغرافي، وإذا أمكن أن تعرفه على معلميه فهذا أفضل، وهو ما يجعله يشعر بالثقة والدعم من قبلك، وكذلك بالراحة النفسية والألفة مع المكان الجديد.

عاشراً: تحاور مع طفلك، واسأله عما يحتاج إليه، اجعله يتحدث عما يحبه في المدرسة، وعما يكره، حاول تفهم احتياجاته، اجعله يتحدث عن ذكرياته العام الماضي، وماذا ينوي خلال العام الجديد؟ ومن يحب من معلميه؟ ولماذا؟ وما الأنشطة التي يحبها خلال الدوام المدرسي؟ وما هي خططه خلال العام الجديد؟ فذلك الأسلوب يعزز ثقته بنفسه، وإحساسه بالتقدير ممن حوله.

المصدر: المجتمع