{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} {الأحزاب:23}

هكذا ترجَّل الفارس النبيل والبطل الجسور قائد ملحمة السابع من أكتوبر المجيدة على طريق تحرير القدس الشريف، وعلى خُطى من سبقه من الرجال الصادقين الذين بذلوا أرواحهم وأنفسهم رخيصة في سبيل الله؛ فكانت دماء البنا وياسين والرنتيسي ومرسي وهنية وكل القادة الأبطال فداءً لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى الأسير.

إنها شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وإنها أرض مباركة تُروى بدماء المخلصين وتسقى بمداد القلوب من أجل يوم التحرير، وما هو من فلسطين بإذن الله ببعيد.

واليوم وإنْ رحل المجاهد والقائد الكبير؛ فقد خلَّف من بعده الملايين من داخل فلسطين وخارجها؛ نذروا حياتهم لله يضحون بها في سبيله جل وعلا، ويبذلون الغالي والنفيس من أجل رفعة أمتهم وقهر عدوهم.

إنها أنفاس معدودة وحياة محدودة كتب الله عليها الموت؛ فمن الناس من اختار الخنوع فمات ذليلًا، ومنهم من اختار الحياة الحقيقية فنال الشهادة.

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّـهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ (آل عمران 168-172).

فطوبى لمن اختار الموتة الشريفة! ولا نامت أعين الجبناء!
رحم الله القائد البطل أبو إبراهيم "يحيى السنوار" ورفاقه وتقبلهم في الشهداء والصالحين والمجاهدين ورفع درجاته في عليين وعوّض أمتنا عنه خيرًا.

والله أكبر ولله الحمد

أ.د. محمود حسين
القائم بعمل فضيلة المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون"
الجمعة ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٦ هـ - 18 أكتوبر 2024 م15:06