دعا الدكتور محمود حسين القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأمة إلى إسناد المقاومة والتصدي لمحاولات العدو الصهيوني الخبيثة لإفشالها ومحاولة اختراقها والسيطرة عليها، والقضاء على هويتها.
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الافتراضي الدولي لتأبين "أبي إبراهيم" القائد الشهيد يحيى السنوار، الذي نظمه تلفزيون "وطن" بالتعاون مع عدد من الفضائيات العربية والإسلامية بمشاركة علماء ومفكرين وسياسيين حول العالم.
كما دعا د. محمود حسين الأمة كلها إلى العمل الجاد والدائب، وبذل الطاقة واستنفاد كل الأسباب، والاستعداد بكل المتاح والممكن، للانخراط في معركة طوفان الأقصى دعما وإسنادا، وبذلا وعطاء، ووعيا ومقاطعة لكل داعمي هذا الكيان الإجرامي الغاصب.
وطالب الشعوب العربية والإسلامية بممارسة كافة الضغوط على الأنظمة التي تتقاعس عن واجبها تجاه فلسطين، لتلزمها بالقيام بدورها والاضطلاع بمسؤولياتها والتحرك لنصرة المجاهدين على أرض الرباط، إن لم يكن بدافع الأخوة الإسلامية التي تستوجب على كل مسلم المبادرة والسعي للمساندة والمؤازرة، فمن باب الحفاظ على أمن هذه الدول التي يبدأ أمنها من أمن فلسطين، ويرتبط استقرارها بالقضاء على هذا العدو المجرم الذي يخطط ويسعى ويتحرك باتجاه السيطرة على المنطقة كلها.
وقال إن تحرير فلسطين، كل فلسطين، وتحرير الأقصى الأسير من دنس المغتصبين، هو من أعظم الغايات، وأمانة من أكبر الأمانات التي تقع على كاهل الأمة الإسلامية كلها، لا تسقط عنها بالعمل الجاد المتواصل نصرة ومشاركة.
وأضاف د. محمود حسين أن البطل المقدام القائد يحيى السنوار لقي ربه شهيدا، فأخرس ألسنة المرجفين والمثبطين، وهو يتقدم الصفوف متوشحا سلاحه، ملتحما بجنوده، مرابطا على الحق، مستمسكا به، معتصما بحبل الله، لم يفرط، ثابتا على مبادئه، لم يتزحزح، مدركا لأهدافه، لم ينحرف عنها حتى لقي ربه شهيدا.
وتابع قائلا: إن الحياة أيام معدودات، وإن المؤمن الصادق يختار الموتة الشريفة في مواجهة أعدائه مقبلا غير مدبر، وهكذا كانت حياة السنوار رحمه الله، وهكذا كان موته، وهكذا أيضا هي حياة القادة العظام والرجال الأوفياء، فطريق الجهاد في سبيل الله ليس مفروشا بالورود، بل إن الشهادة في سبيل الله هي شعار المصلحين وأسمى أماني المخلصين.
وأكد أن البطل الجسور يحيى السنوار أبو إبراهيم وقف صلبا قويا ينافح عن دينه ووطنه، متفقدا جنوده، وعندما أصيبت يده قاوم بيده الأخرى بما توفر له لتتكرر نماذج البطولة والفداء التي شهدتها هذه الأمة في انطلاقتها الأولى في عهد القائد المعلم والرسول المبلغ والنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وتلتحم الأجيال.
وشدد حسين على أن هذه الأمة ما زالت تقدم للعالم المزيد من نماذج الفداء والتضحية والعزة والشموخ على درب الجهاد في سبيل الله، ولا يزال العدو المحتل يضرب الأمثلة على عجزه وجبن مقاتليه أمام مشاهد البطولة والصمود من المقاومة الباسلة.
وختم كلمته قائلا: رحم الله الشهيد المقدام يحيى السنوار، ورحم الله شهداءنا على درب فلسطين: البنا، وياسين، والرنتيسي، ومرسي، وهنية، وكل شهداء الحق، الذين كانت شهادتهم زادا للمجاهدين ونورا على الطريق، سعيا لتحرير الأوطان وصناعة المجد.