بقلم: شعبان عبد الرحمن

ستون عاما من قهر حزب البعث (١٩٦٤م ) منها ثلاثة وخمسون عاما من حكم آل الأسد وعصابته (١٩٧١م )وقبلها ستة وعشرون عاما تحت قهر الاحتلال الفرنسي (١٩٢٠م -١٩٤٦م)،ليكون إجمالي  سنوات القهر ستة وثمانين عاما.
وسيظل يوم السبت 7جمادى الآخرة ١٤٤٦ هـ - 10 ديسمبر 2024 م يوم ميلاد سورية الجديدة وعيد استقلالها، لينطلق الشعب السوري نحو الحرية من أوسع أبوابها، وبناء  بلده وحضارته،لكن ذلك سيظل محفوفا بمخاطر  ماحقة تنذر - لا قدر الله - بانهيار كل شيء، وعودة الأوضاع إلى أسوأ مما كانت عليه، إلا أن تعي الثورة ورجالها وشبابها وقادتها دروس الثورات المماثلة السابقة في مصر وليبيا وتونس واليمن؛ حيث تم النفاذ إليها بمكر وترتيب غربي تحت شعارات الوحدة ونسيان الماضي، والتطلع للمستقبل، وعفا الله عما سلف، وكل تلك الشعارات كانت أشبه بمخدرات "نيمت" الشعوب حتى نمت الدولة العميقة، وتم تسمينها برعاية أعداء الحرية والتحرر  ورعاة الفساد والإفساد من الطبقة المتنفعة ودعاة السطوة والسيطرة من قوى الاستعمار العالمي… لقد تحالف الطرفان بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الصهاينة والأنظمة العربية التي تعفنت على كراسيها ، وبذلت الغالي حتى تمكنت من بث الفتنة بين الثوار ومواصلة الحملات الإعلامية عليهم، ثم تدخلت الجيوش التي صنعتها الأنظمة البائدة، وظلت على حالها دون مساس من أحد ، بعد أن ظن الثوار أنها جيوش وطنية ومنحازة للثورات، تدخلت - ومصر هي المثال الأوضح- وفضت هذه الثورات الناجحة، وقتلت قادتها وكوادرها شر قتلة، بينما كان الثوار غارقين في خلافاتهم…وتلك امور ومشاهد معلومة للجميع وجب التذكير بها…ولهذا  أعبر عن سعادتي الغامرة مثل الملايين غيري في العالم العربي بنجاح الثورة السورية العظيمة في خلع بشار الأسد لكن أضع يدي على قلبي من تكرار السيناريوهات المختلفة  التي جرت في مصر وتونس وليبيا واليمن.
نعم نجحت الثورة اليوم ولكن يجب ألا ينام قادتها وشبابها مطمئنين، بل عليهم مواصلة الطريق نحو النجاح الكامل دون كلل.
الآن امتلكت الثورة نصف الكوب الملآن - والحمد لله -وبات العمل على ملء النصف الفارغ هو الأولوية الكبرى وإلا زحفت عليه الصراصير والضفادع وكل الحشرات فأفسدت كل شيئ  وأعادت الشعب إلى حالة أشد بؤسا واستعباداوفقرا وذلا…ومن يتلفت حوله سيجد ويشاهد ما يجري يغنيه ويجيبه عن كل التساؤلات.
حفظ الله سورية وشعبها وثورتها وكل بلادنا العربية والإسلامية.