أكد الكاتب الأمريكي والخبير في شئون الأمن والاستخبارات كولين بي. كلارك، أن حركة حماس ليست مجرد منظمة يمكن القضاء عليها بالضربات العسكرية.
وأشار كلارك في مقال نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، اليوم الأحد، إلى أن الهجمة العسكرية ضد الحركة "حققت نجاحات تكتيكية"، ولكنها تفتقر إلى إستراتيجية سياسية شاملة لمعالجة جذور الصراع، مما يهدد باستمرار دوامة التصعيد وتمديد أمد الحرب لسنوات قادمة.
وأوضح كلارك، أن سلطات الاحتلال ومنذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، شنت حملة عسكرية واسعة النطاق، مستهدفة البنية التحتية العسكرية والمدنية في غزة ، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة بارزين "لكن هذه الإنجازات العسكرية، رغم أهميتها، لا تعني نهاية المطاف، فحماس جزء من نسيج اجتماعي وسياسي معقد في منطقتها".
وأضاف كلارك أن "إسرائيل" وبرغم نجاحاتها العسكرية إلا أنها تفتقر إلى رؤية سياسية واضحة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، لافتا إلى أن الحملة العسكرية التدميرية، "لم تقدم حلولًا للقضايا الأساسية مثل الاحتلال الإسرائيلي والحقوق الفلسطينية والأوضاع الاقتصادية المتردية في غزة . بل على العكس، خلّفت هذه الحملة دمارًا هائلًا ومعاناة إنسانية ستغذي مشاعر الغضب والرغبة في الانتقام لدى الأجيال القادمة".
وتابع كلارك قائلًا: “بدون استراتيجية سياسية شاملة، يبدو أن الصراع سيتواصل لسنوات قادمة. فحركتا حماس برغم الضربات التي تلقتها، لديها القدرة على إعادة بناء نفسها وتجنيد مقاتلين جدد. ففي غزة، سيتم تجنيد آلاف الشباب الذين عانوا من ويلات الحرب".
وأكد كلارك أن "غياب الرؤية السياسية الإسرائيلية يعكس إشكالية أعمق في التعامل مع الصراع. فبدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية أو سياسية، تعتمد (إسرائيل) على القوة العسكرية كحل وحيد، مما يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى استمرار دوامة التصعيد."