أعلنت وزارة جيش الاحتلال الصهيوني تسلمها شحنة كبيرة من قنابل "مارك 84" أو (MK-84)، وذلك بعد نحو 10 أشهر على تعليق الإدارة الأمريكية السابقة صادرات الذخيرة إلى الكيان الصهيوني.

 

ونشرت صحيفة "معاريف" الصهيونية، اليوم الأحد، أنه وفي إطار عملية لوجستية مشتركة، قادها وفد المشتريات التابع لوزارة الدفاع الأمريكية بالتعاون مع شعبة التخطيط في جيش الاحتلال ووحدة النقل الدولي بوزارة الجيش، وصلت سفينة محملة بالذخائر إلى ميناء أسدود، وتم تفريغها ونقلها مباشرة إلى قواعد سلاح الجو الصهيوني.

بحسب مصادر عسكرية صهيونية، وصل حتى الآن أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية، عبر 678 رحلة جوية و129 عملية إنزال بحري، في ما وصفه مسئولون بأنه أكبر جسر جوي وبحري في تاريخ (إسرائيل).

 

وأكد وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس أن هذه الإمدادات العسكرية تمثل "رصيدًا إستراتيجيًا للقوات الجوية والجيش الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن هذه الشحنة “تعكس عمق التحالف الاستراتيجي بين (إسرائيل) والولايات المتحدة”.

 

وأضاف: “في محادثتنا الأخيرة، شدد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيسيث على التزام الولايات المتحدة بتزويد (إسرائيل) بجميع الأدوات اللازمة لضمان أمنها. نحن نثمن هذا الدعم ونواصل التعاون لتعزيز قدراتنا الدفاعية”.

 

تم تحميل الذخيرة على شاحنات تابعة لوحدة النقل في جناح "أمون" وجناح التكنولوجيا واللوجستيات في جيش الاحتلال، ونُقلت إلى قواعد سلاح الجو، حيث سيتم توزيعها وفقًا للاحتياجات العملياتية.

ما هي قنابل مارك 84؟

وتعد قنابل "مارك 84" ذات القدرة التدميرية الهائلة، إذ استخدمت في قطاع غزة مرات عدّة، وسببت مجازر أزهقت أرواح آلاف المدنيين.

 

وتنتمي القنبلة المدمرة إلى سلسلة إصدارات قنابل "مارك 80" التي أُنتج منها أربعة أصناف هي؛ "مارك 81" و"مارك 82" و"مارك 83" وأخيراً "مارك 84"، ويبلغ وزنها على الترتيب: "250 رطلاً و500 رطل و1000 رطل و2000 رطل".

 

وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، لم تتغير الرءوس الحربية المتفجرة لهذه القنابل كثيراً منذ أن ابتكرتها البحرية الأمريكية بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية، لكن البنتاجون أبقاها في الخدمة من خلال تطوير أجزاء وقطع جديدة يمكن ربطها لأغراض متنوعة.

 

وحسب الصحيفة، يتكون حوالي 40% من وزن كل منها من خليط شديد الانفجار؛ ويأتي الباقي من غلافها الفولاذي. وهي قنابلة شديدة التدمير، و"عندما تنفجر، يتحطم غلاف القنبلة إلى شظايا حادة كالشفرات يمكنها تمزيق أجساد البشر والمركبات غير المدرعة على حد سواء”.

 

ويشير تقرير الصحيفة إلى أن الأشخاص على بعد 600 قدم من مكان سقوط قنبلة "مارك 84" التي تزن ألفي رطل، معرضون للموت أو الإصابة بالعجز بنسبة 10%، بحسب اختبارات القوات الأمريكية وتعليماتها حول كيفية استخدام هذه القنابل.

 

وتوصف هذه القنابل بأنها "غبية" أي "غير موجهة"، ويجري إسقاطها من مقاتلات "إف 16" و"إف 15 " إضافة إلى مقاتلات أخرى، بشكل "حر"، وبنسبة خطأ كبيرة إذ يمكن للرياح تغيير موقع سقوطها، وهي مخصصة لاستهداف الأماكن المحصنة تحت الأرض. كما أنها غير مكلفة ولا يتعدى إنتاجها مئات الدولارات.

 

ووفق تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز"، في ديسمبر 2024 فإن القنابل الأمريكية التي يبلغ وزنها ألفي رطل "كانت مسئولة عن بعض أسوأ الهجمات على المدنيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب على غزة”.

 

وبحسب تقارير صهيونية، زودت واشنطن جيش الاحتلال بما لا يقل عن 14 ألف قنبلة من طراز "مارك 84"، فيما لفتت دراسة نُشرت في موقع (PLOS Global Public Health) إلى أن 38 قنبلة من هذه الفئة سقطت بالقرب من المستشفيات في غزة، وفي مناطق نزوح المدنيين.

 

وبينت الدراسة أن من بين 36 مستشفى موجوداً في قطاع غزة، عانى ثلاثون منها من انفجار واحد على الأقل على بعد 800 متر من موقع سقوط هذه القنابل.